الأستاذ فايز عبد الغنى يكتب : لوجه الله

لم تعد الرياضة كما كانت في الماضي إحدى الهوايات لقضاء وقت الفراغ ، بل أصبحت مهنة لها بريق وسلطان . ويتربع على عرشها رياضة كرة القدم بعد أن جذبت تلك الساحرة ملايين البشر حيث تتعلق بها الأبصار والعقول في تركيز شديد . ومع كل هدف يعانق الشباك تصعد قلوب للسماء فرحة وبهجة وتتوقف قلوب أخرى حُزناً وكَمداً . والولع بالرياضة شئ محمود بل ومطلوب سواء كممارسة أو كتشجيع شريطة ألا يُلهي عن صلاة أو دراسة. وطالما وددت أن أتحدث عن كرة القدم المحببة إلى نفسي ولكن منعنى هذا الجو المسموم من التعصب الأعمى الذي تختفي معه الحيادية والمصداقية والرأي الرشيد . ومما يُؤسف له أن يُوَّلِد هذا التعصب المَقيت تراشق بالألفاظ فاق في سوقيته كل حد ، وما يزيد المرارة أن العديد من الأحبة والأصدقاء وقعوا في هذا الشَرك وهم من أصحاب الشهادات المرموقة منهم أطباء ومهندسين وأزهريون غير مدركين – بفعل التعصب لفريق ما – بأن ما يكتبونه ويتراشقون به معروض على العامة من رجال ونساء وفتيات ، بل وأطفال يرون فيهم المثل والقدوة . اللاعبون يتقاضون الملايين ويعيشون في رفاهية لا مثيل لها والأندية تتمدد وتتسع ويزداد كبراؤها شهرة وثراء ويبقى الهم والغم للجماهير تتطاحن بينها على صحة هدف أو خطأه . افرح لناديك وشجعه كما تشاء ولكن لا تجرح أحد بفاحش القول على مواقع التواصل التي عرت الجميع .