يوسف حمدي: لا يوجد لاعب في الدوري المصري يستحق أكثر من خمسة ملايين جنيه

كتب: أحمد فتحي
– الاحتراف سبب ضياع فرصة الناشئين بالمشاركة مع أنديتهم.. والاعارة هي طوق النجاه
– لهذا ارفض وجهة نظر الكابتن أنور سلامة
– لا اتعجل خوض تجربة الرجل الاول..
– حسام حسن وطلعت يوسف ابرز الاسماء التي يمكنها قيادة منتخبنا الوطني
– تكرار تغيبرات الاجهزة الفنية هو السبب في تراجع نتائج زعيم الثغر
– تجربة بيراميدز أثرت الدوري المصري.. ولكنها كأي تجربة لها سلبيات وايجابيات
هو واحد من جيل اللاعبين الموهوبين، ابن نادي الإتحاد السكندري، وقائد الفريق لعشرة أعوام، كانت هي الفترة الأبرز خلال مشواره الكروي، والتي شهدت تألقه كلاعب، ليكون محط أنظار العديد من الأندية، ليبرز أسمه في موسم انتقالات 2004-2005، بوصفه الصفقة “الأغلى” في الدوري المصري، حينما انتقل من الاتحاد السكندري للزمالك، وبعد اعتزاله عاد لبيته مرة أخرى ليخرض تجربة التدريب، ليكون عضوا بالجهاز الفني لزعيم الثغر، لتزداد خبرته من خلال التعامل مع العديد من المدربين، وأخيرا استقر بنادي سموحة كمدرب لفريق الشباب مواليد 2001.
حاورته بوابة “سبورت نيوز” وفتحت معه العديد من الملفات الكروية الساخنة فكانت هذه السطور..
– ما هي آخر أخبار الكابتن يوسف حمدي؟
الحمدلله، انا حاليا أشغل منصب المدير الفني، لفريق الشباب مواليد 2001 بنادي سموحة، وهي تجربة جديدة تشرفت بخوضها مع ناد كبير برئاسة المهندس فرج عامر.
– ما الذي تسعى لاثباته من خلال هذه التجربة؟
اعتقد أنها بداية مرحلة جديدة، نسعى من خلالها للاعتماد على قطاع الشباب، لتقديم أفضل دعم للفريق الأول، وهي رؤية ووجهة نظر يتبناها النادي، برئاسة المهندس فرج عامر، والعميد حسام حسن المدير الفني للفريق الأول.
– هل تتوقع أن يكرر “العميد” نجاحه في تجربته الجديدة مع “سموحة”؟
اعتقد أن الانجاز متاح، فمجلس الإدارة لا يدخر جهدا لتوفير كل الاحتياجات، وتقديم الدعم المادي والبشري والمعنوي، لتحقيق الهدف المنشود، بالإضافة لشخصية الكابتن حسام حسن التي تعشق التحدي.
– ما هو الأفضل بالنسبة لك التواجد ضمن الجهاز الفني للفريق الأول أم الشباب؟
بالطبع يشرفني التواجد ضمن الجهاز الفني للفريق الأول، لكن العميد جاء بجهازه كاملا، بالاضافة لان موقعي الحالي بفريق الشباب سيكون مفيدا أكثر، فأنا سأمثل همزة الوصل، لتقديم أفضل العناصر التي يمكن الاعتماد عليها لبناء فريق المستقبل، الذي يمكنه الدفاع عن اسم النادي لسنوات قادمة، وهو ما تفتقده الكرة المصرية حاليا، ومن خلاله يمكنني نقل خبراتي التي اكتسبتها خلال مسيرتي مع جميع المدربين، إلى اللاعبين الشباب، لحثهم على تقديم أفضل ما لديهم.
– متي نراك مديرا فنيا للفريق الأول؟
بالفعل اتيحت لي الفرصة لتولي القيادة الفنية للفريق الاول بنادي شركة مياة البحيرة، الذي يلعب ضمن دوري الدرجة الثالثة، ولكنني اعتذرت عنها، فأنا لا اتعجل خوض هذه التجربة، وأحاول من خلال تواجدي بفريق الشباب لنادي سموحة، ومن قبله الاتحاد السكندري، اكتساب المزيد من الخبرات، حتى تأتي الفرصة في وقتها المناسب لتولي القيادة الفنية لأحد اندية دوري الدرجة الأولى أو الممتاز ووقتها لن أتركها.
– هل ترى أن الخبرة وحدها تكفي لخوض تجربة التدريب أم أن الدراسات الاكاديمية مهمة لدخول المجال؟
سؤال مهم جدا، وأرى أن العاملان مهمان جدا، لأي لاعب قرر الدخول لعالم التدريب، فالخبرة وحدها لا تكفي، كما أن أسمك ونجاحك كلاعب لا يعني تكرار نفس الأمر كمدرب، وكم من أسماء كان لها صيت وتاريخ كبير على البساط الأخضر، وحققت فشلا ذريعا عندما تولت القيادة الفنية لأحد الفرق أو المنتخبات، وليس أدل على ذلك من تجربة “مارادونا” أسطورة الكرة الارجنتينية مع منتخب بلاده.
– وماذا عنك؟
بالنسبة للخبرات فهي موجودة من خلال مشاركاتي كلاعب سواء على المستوى المحلي أو الدولي، أما الجانب الأكاديمي فقد حصلت على العديد من الدورات التثقيفية والتدريبية المحلية والدولية، ومعي رخصة تدريبية C و B، ولا ينقصني سوى الرخصة A، وأسعى للحصول عليها قريبا، فانا لا اتعجل، وأحاول خوض التجربة خطوة خطوة وتدريجيا، من خلال عملي بالاتحاد وسموحة.
– ما هي أوجه الاختلاف بين تدريب فرق الشباب والفريق الاول؟
بالطبع الأمر مختلف كليا، فالتحدي يكون أكبر مع الشباب، لأنه لم يصل لمرحلة النضج الكافية، وبالتالي فالمدرب تقع على عاتقه مسئولية القيام بدور الأب، من خلال توجيه النصح والإرشاد وزرع روح البطولة والانتماء لدى لاعبية، بجانب دوره
كمدرب لتطوير الجانب الخططي والتكتيكي لهم.
– هل هناك فوارق كبيرة في الامكانات بين الاتحاد السكندري وسموحة؟
اعتقد انه ليست هناك فوارق كبيرة من حيث الامكانات المادية والبشرية، وبخاصة مع تواجد شخصية بحجم الأستاذ محمد مصيلحي رئيس النادي، فهو لا يدخر وسعا لتوفير كل صغيرة وكبيرة، وهو نفس ما يقوم به المهندس فرج عامر في سموحة، فكلاهما يعشق الكيان، ويحاول الوصول به لأفضل مكانة.
– وماذا عن أوجه الاختلاف مابين تجربتك بزعيم الثغر عنها بسموحة؟
مبدئيا أكن كل التقدير والاحترام للأستاذ محمد مصيلحي رئيس نادي الاتحاد السكندري، عندما أتاح لي فرصة التواجد بالجهاز الفني للفريق الأول، وهي التي لم تكن ستتاح لي إلا من خلال بيتي، وحققت منها أكبر استفادة، بالعمل مع أكثر من مدير فني أجنبي، ويكمن الفارق في الضغوط، فهي كانت أكبر بالاتحاد، فالجماهير تحملك مسئولية كبيرة، كونك ابن النادي، بينما الأمر مختلف عنه بتجربتي مع فريق الشباب بسموحة، فالضغوط أقل، والهدف مختلف.
– عودة لزعيم الثغر.. من وجهة نظرك ما هي الأسباب التي ادت لتراجع نتائج الفريق واحتلاله لمركز لا يتناسب مع امكاناته وجماهيريته؟
اعتقد ان السبب الرئيسي هو كثرة تغييرات الأجهزة الفنية.
– من وجهة نظرك ما هو الأفضل للكرة المصرية المدرب الوطني أم الأجنبي؟
أثبتت التجربة والتاريخ ان أغلب انجازات الكرة المصرية كانت مع المدرب الوطني، الذي استطاع احراز خمسة ألقاب افريقية من اصل سبعة فاز بهم الفراعنة، وحاليا لدينا العديد من الأسماء التي اثبتت قدرتها على تولي القيادة الفنية للمنتخب.
– أبرز الأسماء من وجهة نظرك؟
حسام حسن، طلعت يوسف، ايهاب جلال، طارق العشري، وحسام البدري في حالة عودته للتدريب، وكلها أسماء لها تاريخها، وأثبتت قدرتها ونجاحها في عالم التدريب.
– وماذا عن تقييمك لتجارب جيل الشباب في عالم التدريب؟
هي تجربة أثبتت نجاحها، ولدينا العديد من الامثلة، والتي بدأها الكابتن عبدالحميد بسيوني، تلاه ايهاب جلال، وفي الموسم الحالي علي ماهر، ومحمد محسن ابو جريشة، وأخيرا رضا شحاتة، والذي قاد فريق الجونة لتعادل مستحق أمام الزمالك بالأمس، ضمن مؤجلات الدوري الممتاز، واعتقد أننا كجيل شاب، لم يكن ينقصنا سوى الثقافة، وهو الذي أصبح متاحا الآن من خلال الدورات التدريبية.
– ما ردك على انتقاد الكابتن “أنور سلامة” للمدربين الوطنيين ووصفهم بأنهم غير مؤهلين لقيادة المنتخب الوطني؟
مع كامل أحترامي للكابتن أنور سلامة، فأنا أختلف معه تماما، فالمدرب الوطني هو الأكثر دراية بالكرة المصرية ولاعبيها، كما وأنه أصبح مؤهلا لذلك بشكل أكاديمي، فالدورات التدريبية أصبحت متاحة للجميع، كما وأن المحاضرين فيها أغلبهم أجانب ومعتمدون دوليا، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر، انني حضرت إحدى دورات مشروع الهدف، برعاية جمعية اللاعبين المحترفين، وكان المحاضر فيها هو المدير الفني لنادي خيتافي الأسباني.
– وهل مثل هذه الدورات “النظرية” كافية لنجاح أي مدرب من وجهة نظرك؟
بالطبع لا، فالدراسات الأكاديمية في عالم التدريب عامل ضمن مجموعة عوامل يجب توافرها للنجاح، فهي تصقل خبراتك التي اكتسبتها كلاعب، بالاضافة لسعيك الدائم لتطوير قدراتك، ومتابعة كل جديد، من خلال القراءة والاطلاع.
– في حوار سابق مع الشيخ “طه اسماعيل” قال إن الجيل الحالي هو اسوأ من مثل الكرة المصرية.. فما رأيك؟
انا اتفق معه تماما، فأنت لا تمتلك التوليفة المهارية التي يمكنها تكرار انجازات الكرة المصرية، بالاضافة لوجود قصور ببعض المراكز، التي مثلت نقطة ضعف كبيرة للمنتخب الوطني، بسبب اعتماد الأندية الجماهيرية على اللاعب المحترف فيها، مثل مركز رأس الحربة الهداف، الذي يعتمد فيه قطبي الكرة المصرية على اللاعب الأجنبي، أزاروا بالأهلي وأحداد وبوطيب بالزمالك، ونفس الامر ينطبق على الجناحان معلول والنقاز.
– وماذا عن مركز صانع الالعاب الذي عانى منه المنتخب بسبب ابتعاد عبدالله السعيد عن مستواه؟
أرى أنه ينبغي إتاحة الفرصة للاعبين الشباب، وفي رأيي أن “عمار حمدي” و “أحمد حمدي” أفضل من يمكنهما شغل هذا المركز، والقيام بدور صانع الالعاب في حالة مشاركتهما باستمرار.
– لماذا تفرط الأندية في لاعبيها الشباب؟
لغياب العين التي تتابعهم، بالاضافة لعدم مشاركتهم كأساسيين بالفريق الأول باستمرار، قبل الحكم عليهم، وهو ما اتيح للاعبي الاهلي الشباب المعارين لنادي الجونة، فظهرت امكاناتهم بأفضل صورة.
– ومن المتهم الرئيسي في رأيك لاهدار مثل هذه المواهب؟
بالنسبة للمدرب الأجنبي، أعتقد أن المتهم الرئيسي هو المترجم، فعليه تقع مسئولية نقل الصورة بحيادية تامة للمدير الفني، وتصحيح وجهة نظره، بتوضيح البدائل التي يمكنه الاعتماد عليها، في بعض المراكز، وفي الأغلب أرى أن فتح باب الاحتراف بدون تقنين هو سبب رئيسي في ضياع فرصة الشباب بالمشاركة مع انديتهم لوجود تخمة من اللاعبين المحترفين بنفس مراكزهم.
– وما هو دور الاعلام الرياضي؟
في بعض الأحيان يكون عامل هدم، والمدرب الوطني غالبا ما يتأثر بالنقد السلبي لأي من لاعبيه، عند اختيار التشكيلة الأمثل لفريقه، مما قد يكتب شهاده النهاية لبعض اللاعبين، ولهذا أفضل المدرب الأجنبي للأندية الجماهيرية.
– ولكن تجربة لاسارتي لم تثبت نجاحها بالأهلي؟
أنا هنا أتكلم بشكل عام، فالمدرب الأجنبي لا يخضع أو يتأثر بالضغوط الإعلامية أو الجماهيرية.
– هل المدير الفني الأجنبي هو الأفضل لقطبي الكرة المصرية؟
برأيي الشخصي نعم.
– متي تعود أندية القناة والاوليمبي والترسانة والمحلة وغيرها من الأندية الجماهيرية للدوري الممتاز؟
يمكن عودتها، واثراء بطولة الدوري مرة أخرى، فقط اذا توفرت الرؤية الفنية، والامكانات المادية والبشرية الملائمة.
– متى ينافس الاتحاد السكندري وسموحة على لقب الدوري؟
اعتقد أن الفرصة مواتية لهما بالموسم المقبل، في ظل القيادة الفنية لكلا الفريقين، من خلال ترتيب البيت من الداخل، فشخصية الكابتن طلعت يوسف، تمكنه من بناء فريق قوي، بالاضافة لحل العديد من المشكلات، ونفس الأمر بالنسبة للعميد حسام حسن في سموحة.
– اخيرا تقييمك لتجربة نادي بيراميدز بالدوري؟
أرى أنها تجربة أبرزت العديد من الايجابيات، أهمها وجود أكثر من فريق ينافس على بطولة الدوري، مما خلق حالة من الإثارة والمتعة، بعد ان عشنا لسنوات طوال تنحصر فيها المنافسة بين القطبين فقط.
– وماذا عن السلبيات؟
أبرز السلبيات هو اشتعال سوق الانتقالات بأرقام خرافية ومبالغ فيها، لا تتناسب مع امكانيات اللاعبين الموجودين حاليا، ولا مع إمكانيات الدوري، ففي رأيي الشخصي لا يوجد لاعب مصري يستحق أكثر من خمسة ملايين جنيه، إن لم يكن أقل.