الكرة العالمية

نيمار … بين الفضيحة الجنسية ونار الإصابات

كتب : شهاب طارق

يبدو أن نار الإصابات لا تريد أن تبتعد عن نيمار دا سيلفا لاعب باريس سان جيرمان والمنتخب البرازيلي ” راقصي السامبا ” ، حيث تعرض نيمار للإصابة في الكاحل ، ورغم ذلك فاز فريقه منتخب البرازيل على قطر بطلة آسيا بهدفين نظيفين في مباراة ودية جمعت بين الفريقين في برازيليا عاصمة البرازيل .
وترك نيمار المباراة في الدقيقة 17 وغادر مباشرة إلى غرفة الملابس مع وضع الثلج حول كاحله الأيمن .
وقالت قناة تلفزيونية برازيلية أنه تم نقل نيمار إلى مستشفى للخضوع لكشف بالأشعة ولتحديد خطورة الإصابة وذلك قبل 9 أيام من المباراة الإفتتاحية لمنتخب بلاده أمام بوليفيا في بطولة كوبا أميركا التي تستضيفها البرازيل .
تأتي إصابة نيمار في فترة صعبة له بعد أن تم تجريده من شارة قيادة المنتخب إلى جانب إتهامه في قضية إغتصاب هذا الأسبوع .
ويبدو أن نار الإصابات لا تريد أن تترك نيمار فقبل إصابته الحالية تعرض لإصابة خطيرة في 2014 أبعدته عن المشاركة أمام ألمانيا في الدور قبل النهائي من مونديال البرازيل 2014 .
وتكرر الأمر عندما تعرض لكسر في قدمه أبعده عدة أشهر عن مونديال روسيا 2018 ، وتعرض للإصابة نفسها في يناير وهو ما تسبب في غيابه فترة طويلة عن الملاعب مع باريس سان جيرمان .
وتواجه البرازيل بوليفيا في إفتتاح بطولة كوبا أميركا في الرابع عشر من الشهر الحالي في مدينة ساو باولو بالبرازيل .
وتصدر نيمار موقع التواصل الإجتماعي ” تويتر ” ، حيث دشن عدد من رواد موقع التواصل الإجتماعي مجموعة من الهاشتاجات ” # نيمار ، # كوبا أميركا ” وتصدر الهاشتاج قائمة الأكثر تداولا عبر مواقع التواصل الإجتماعي وتفاعل معه عدد كبير من مستخدمي ” تويتر ” .
وأعلن الإتحاد البرازيلي لكرة القدم غياب نيمار عن المشاركة مع منتخب بلاده في بطولة كوبا أميركا المقامة في البرازيل في الفترة من 14يونيو حتى 7 يوليو بمشاركة 12 منتخبا .
وباتت لعنة قطر تلاحق النجم البرازيلي منذ إنتقاله إلى باريس سان جيرمان المملوك لإدارة قطرية وإستجابته للأموال القطرية وإقدامه على أسوأ خطوة في حياته الكروية وذلك بالإنتقال إلى البي آس جي تحت إدارة قطرية ، حيث نتج عن هذه اللعنة تعرضه للإصابة وخروجه بذلك رسميا من قائمة المنتخب البرازيلي لبطولة كوبا أميركا ، في مباراة ودية لمنتخب بلاده أمام منتخب الإمارة الصغيرة .
كان نيمار قد قرر الرحيل عن برشلونة في 2017 ، بعد أن قامت الإدارة القطرية لباريس سان جيرمان الفرنسي بدفع قيمة الشرط الجزائي في عقده مع الفريق الكتالوني 222 مليون يورو لتنجح إدارة النادي القطرية في الفوز بخدمات نيمار .
وحتى الآن ، ظلت هذه الصفقة هي الأغلى في تاريخ كرة القدم ، إلا أنها لم تؤتي ثمارها على الإطلاق ، حيث لم يستفد فريق العاصمة الفرنسية من دفع قيمة الشرط الجزائي في عقد نيمار سوى إستعادة لقب الدوري الفرنسي ، الذي كان يحتكره ل4 مواسم متتالية ، قبل أن يخسره في موسم 2016- 2017 لصالح نادي موناكو .
وجاء إنتقال نيمار للبي آس جي ليجر عليه الكثير من اللعنات ، والذي كان هو في ذلك الوقت ثالث أفضل لاعبي العالم وقتها بعد كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ، لكنه خرج من قائمة أفضل اللاعبين منذ ذلك الحين وأصبح يسير من سيئ إلى أسوأ ، مرورا بندمه على الإنتقال لباريس سان جيرمان ورحيله عن برشلونة ، والتي لم تأتي له إلا بكل سوء ، لعدم وجود جو تنافسي في الدوري الفرنسي وعدم تحقيق ما كان يتمنى أن يصل إليه من المنافسة على مكان بين أفضل لاعبي العالم ، والخروج من ظل ميسي كما كان يقال دائما .
وجاءت كل نصائح المقربين من نيمار ومن نجوم منتخب البرازيل السابقين للاعب بضرورة العودة إلى برشلونة بأي ثمن ، لإستعادة ذاته والعودة إلى قائمة الأفضل من جديد بعد خروجه منها لفترة يبدو إنها ستطول في حالة إستمراره على هذا الحال .
ومرورا بذلك بالخروج الدائم للفريق بشكل مبكر من دوري أبطال أوروبا ، وتحديدا من الدور ثمن النهائي ، حيث أن ذلك الأمر بات حليفا دائما لنيمار مع البي آس جي ، على الرغم من حقيقة أن الفريق الفرنسي كان مرشحا قويا للتأهل في الموسمين اللذين خاضهما منذ إنتقال نيمار للفريق سواء كان ضد ريال مدريد في 2018 ، ومانشستر يونايتد في 2019 .
ثم خروجه من قائمة أفضل لاعبي العالم في 2018 بعد الموسم الأول له مع فريق العاصمة الفرنسية ، وبعد أن حل ثالثا في القائمة في 2017 وهي آخر أعوامه مع برشلونة ، فبذلك ليس هناك أي إحتمال لدخوله القائمة القصيرة هذا العام ، لأن إنجازه الوحيد هو التتويج بالدوري الفرنسي ، بعد الخروج المبكر أوروبيا ، حتي كلل الأمر بغيابه عن كوبا أميركا .
وأخيرا تسببت المشاكل الشخصية التي يعاني منها نيمار في تشويه صورته عالميا في الفترة الأخيرة ، حيث أصبحت عرضا مستمرا منذ صفقة إنتقاله إلى باريس سان جيرمان ، ولم تكن آخرها تهمة الإغتصاب التي إتهم بها ولا يزال يتبرأ منها ، بل تشمل مشاكله مع زملائه في فريق البي آس جي مع مهاجم الفريق الأوروجوياني إدينسون كافاني ، والإعتداء على مشجعي الفريق ، والإتهامات المتواصلة له بإدعاء السقوط سواء مع فريقه أو منتخب بلاده التي أدت إلى وجود سخرية كبيرة منه على المستوى العالمي خلال كأس العالم 2018 .
وباتت قطر عنوان اللعنة لنجم منتخب ” السامبا ” الذي كان يسعى لمشاركة قوية في كوبا أميركا وقيادة منتخب بلاده للفوز بها ، ومحو الصورة السلبية التي رافقته خلال الفترة الأخيرة ، ومصالحة جماهير بلاده التي خيب آمالها كثيرا سواء في مونديال 2014 بالبرازيل أو في كوبا أميركا عامي 2015 و2016 ، وليس إنتهاء بمونديال 2018 بروسيا والذي ودعه الفريق من الدور ربع النهائي بالهزيمة على يد بلجيكا بهدفين لهدف .
وتعرض نيمار لتهمة إغتصاب عارضة أزياء في إحدى فنادق العاصمة الفرنسية ، مما دعا الشرطة البرازيلية لإقتحام معسكر المنتخب البرازيلي لإستدعاء اللاعب وسماع أقواله في ما نسب إليه .
ولم يتوان نيمار عن الدفاع عن نفسه فقام بنشر فيديو على ” إنستجرام ” يوضح فيه الأمر برمته والكشف عن كل الرسائل التي كانت بينه وبين هذه الفتاة على ” الواتساب ” حيث ظهر واضحا أن الفتاة كانت تحاول إجباره على ممارسة الجنس معها .
وقام والد نيمار بالدفاع عنه وقام بدعمه بقوة ، ثم فوجئ والد اللاعب بمحاولة للإبتزاز من محامي الفتاة ، حيث أنها هددته بنشر بعض التسجيلات بينها وبين نيمار على هاتفها الخلوي ، وأرادت الفتاة والمحامي الحصول على مبلغ من المال نظير التكتم على الموضوع وهو ما قوبل بالرفض ، ليقرر محامي الفتاة توجيه إتهام رسمي للاعب برشلونة السابق بمحاولة الإعتداء الجنسي على موكلته .
فيما قرر مدرب المنتخب البرازيلي ” تيتي ” سحب شارة قيادة الفريق من نيمار ، وأثار هذا القرار بعض الجدل خاصة مع ظهور تلك الإتهامات مؤخرا ، وهو ما جعل الكثيرين يتسائلون إذا ما كانت هذه القضية هي السبب وراء تجريد مهاجم باريس سان جيرمان من شارة القيادة ؟ على إعتبار أن هذه الأخبار وقبل ظهورها للإعلام كانت معروفة لدى الجهاز الفني وعلى أساسه تم إتخاذ مثل هذا القرار مبكرا من أجل تخفيف حدة الضغوطات على اللاعب .
ويبدو أن السبب الحقيقي وراء سحب شارة القيادة من نيمار في كوبا أميركا هو ما قام به في نهائي كأس فرنسا أمام رين ، عندما حاول التعدي على إحدى المشجعين الذين حاولوا إستفزازه عقب خسارة الكأس بركلات الترجيح .
وهناك تساؤل آخر حول ما هو القرار المنتظر من المدرب إذا لم تكن نتائج التحقيقات الخاصة في قضية الإغتصاب لصالح نيمار ؟ وهل يمكن بالفعل أن يقرر الإستغناء نهائيا عن خدمات نيمار مع قرب إنطلاق البطولة ؟
ورفض مدرب المنتخب البرازيلي التعليق بشكل واضح على الإتهامات الموجهة لنيمار حيث قال أنه لا يريد التعليق على الأمر وأنه يرغب في توفير طاقته ومجهوده للتركيز على إستعدادات الفريق لبطولة كوبا أميركا .
في نفس السياق فإن نيمار ظهر كأحد الأسماء المرشحة للإنتقال إلى ريال مدريد بقوة ، حتى مع إقتراب الريال في التعاقد مع إدين هازارد لاعب تشيلسي ، وكان نيمار قد ألمح بأنه يريد اللعب بجانب هازارد لأنهما سويا سيتسببا في المزيد من المشاكل والدمار لدفاعات المنافس على حد تعبيره ، ولكن هل تضاءلت فرص قدومه بعد إتهامه الأخير بإغتصاب عارضة أزياء ؟ .
وأشارت صحيفة ” ماركا ” الإسبانية إلى أن سوء سلوك نيمار قد يمنع فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد من التعاقد مع اللاعب ، لاسيما أنه متهم في فضيحة ومعرض للإيقاف لمدة خمس سنوات في حال ثبوت صحة ذلك ، وهو ما سيجعل النادي الملكي ينظر إلى خيارات أخرى على الرغم من إهتمامه الشديد بنيمار ، لكن الأمر بوجه عام لا يتعلق بتلك القضية فحسب ولكن بتصرفات نيمار داخل الملعب بعد إعتدائه على إحدى المشجعين عقب خسارة نهائي كأس فرنسا أمام رين بركلات الترجيح .
من جانبه لا يزال برشلونة يمني النفس بعودة اللاعب بعد أن فشل مواطنه فيليب كوتينيو في إثبات نفسه مع البارسا ، مع وجود بعض التقارير التي تفيد بأن ميسي يريد أن يلعب بجانب نيمار مرة أخرى ، ولكن هل ستؤثر المشاكل الأخيرة على عودة نيمار ؟ أم أن البلاوجرانا إعتاد في الأساس على إثارة الأزمات لإستغلالها في ضم اللاعبين مثلما حدث مع كوتينيو ولويس سواريز ، لذلك فهي بالنسبة لبرشلونة فرصة قد تكون مثالية لإرضاء الجماهير بعد الفشل مجددا في دوري أبطال أوروبا .

admin

رئيس مجلس ادارة موقع سبورت نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق