كتب: أحمد فتحي
لاعب من طراز خاص وأحد المواهب التي لن تتكرر، وفي مركز “رأس الحربة”، الذي عانت من غيابه الكرة المصرية بشده خلال السنوات الأخيرة، لغياب تلك النوعية من الهدافين، الذي كان يمثل تواجدها إزعاجًا دائمًا للمنافسين.
لاعب لديه القدرة على صناعة الفارق في أي وقت ومع أي فريق يمثله، مثل الشياطين الحمر، ثم خاض تجربة احتراف قصيرة بتركيا، عاد بعدها للأهلي ثم انتقل ليمارس هوايته في هز شباك الخصوم في عده فرق حتى اعلن اعتزاله.
محمد فاروق مهاجم الأهلي وانقرة جوجو التركي السابق، التقته “سبورت نيوز” وحاورته حول قائمة الأهلي الأفريقية والصفقات الأخيرة فكانت تلك السطور..
– رأيك في صفقات الأهلي الجديدة “ديانج، متولي، قفشة”؟
أرى أن الأهلي أصاب صميم احتياجاته بتلك الصفقات، فهذه المراكز كانت تحتاج للتدعيم وبشده، وهو ما وضح خلال الموسم الماضي، الذي شهد اهتزازًا في مستوى الفريق ونتائجه.
– هل هناك مراكز أخرى تحتاج للتدعيم من وجهة نظرك؟
بالطبع لازالت هناك مراكز تمثل نقاط ضعف واضحة، في أداء الأهلي خلال الثلاثة مواسم السابقة، ولازالت تحتاج لتدعيم، وهو ما يستدعى السعي لسد هذه الثغرات في أسرع وقت، وأبرزها مركز الظهير الثالث، ومركز رأس الحربة، والذي يعاني منه الأهلي بشده أمام المنافسين.
– بوجهة نظرك لماذا تعاني الأندية والمنتخبات المصرية من غياب رأس الحربة الهداف؟
أرى أن الأزمة تكمن في قطاع الناشئين بكل الفرق، وفي الإختيار الموفق لنوعية اللاعبين الذي يصلحوا لشغل هذا المركز، وارى ان هناك قصورًا واضحًا في طرق التدريب، والتي عجزت عن تطوير أدائهم، ولهذا ومع مرور الوقت، وبانتهاء هذه المراحل السنية، لا تجد لاعبًا يصلح للإعتماد عليه لقيادة الهجوم بالفريق الأول، بالإضافة لطريقة اللعب التي تعتمد على رأس حربة وحيد، مما لا يتيح اي فرصة لوجود ايه منافسة بين لاعبي هذا المركز.
– لماذا وافق الأهلي على إعارة عمرو جمال في ظل غياب التوفيق عن ثنائي هجوم الفريق طوال الموسم الماضي؟
لا أعرف حقيقة مستوى “عمرو” خلال الفترة الحالية، فهو لم يشارك طوال الموسمين الماضيين، ولهذا لا استطيع إصدار حكم سليم في هذه النقطة تحديدًا.
– تقييمك لاعتماد الأجهزة الفنية على ازاروا ومروان في مركز رأس الحربة؟
أنا أرى أن الثنائي لا يصلح لقيادة هجوم فريق بحجم الأهلي وتاريخه، ولا لتطلعات جماهيره، التي تطالب بالفوز بكل البطولات التي يشارك بها الفريق، فمركز رأس الحربة لا يعتمد على السرعة فقط، فعلى سبيل المثال اللاعب “احمد ياسر ريان” خامة جيدة جدا “داخل الصندوق”، ولكن طريقة اللعب الحديثة تتطلب توافر مواصفات معينة بالمهاجم، فالأمر لا يتعلق فقط بالتهديف، وانما يحتاج للمهارة والرؤية السليمة والذكاء، بالإضافة للتحركات السليمة، والتي تساعد زملاؤه في صناعة العديد من الفرص التهديفية، التي تؤدي في النهاية لتحقيق أهداف الفريق.
– ولكن أزاروا لاعب سريع؟؟
هو سريع بالفعل ولكنه لا يملك حاسة المهاجم القناص، الذي يمكنه استغلال انصاف الفرص، ويصنع الفارق لفريقه في كل مواجهاته، وكما قلت فهناك مجموعة من المواصفات يجب توافرها في اللاعب الذي يشغل هذا المركز بفرق البطولات.
– برأيك هل أخطأت الإدارة بقرارها في استمرار اللاعب مع الفريق؟
انا كنت واحد من القليلين الذين طالبوا برحيل اللاعب عندما تلقى العرض الصيني، لأن امكانياته ضعيفة جدا، فهو لا يملك من صفات المهاجمين سوى سرعته فقط، ووصوله للقب هداف الدوري في الموسم قبل الماضي، لم تكن سوى “طفرة” وصدفة لن تتكرر.
– هل هذا قصور من المدرب أم اللاعب؟
التقصير من كلاهما، فمن أبرز مهام المدرب تطوير أداء لاعبيه، ومعالجة القصور الذي يراه منهم في الملعب، وذلك من خلال تخصيص حصص تدريبيه كامله لهذا الشان، بالإضافة لضرورة ان يكون لدى اللاعب نفسه إحساس بالمسئولية الملقاه على عاتقه تجاه ناديه وجماهيره، والتي من شأنها أن تجعله يفعل المستحيل لتطوير أداؤه، وهذا ما كان يحدث معنا بالفعل حينما كنا لاعبين بالفريق.
– هل أنت مع اتاحه الفرصة لأزارو خلال الموسم القادم؟
أعتقد أن هذا من اختصاص لجنة تخطيط الكرة بكل الرموز والقامات الكبيرة الموجودة فيها، فهي الأكثر دراية باحتياجات الفريق، وهي التي تقرر في النهاية من يصلح للإستمرار، ومن يتوجب عليه الرحيل، وفي بعض الأحيان يكون بقاء بعض اللاعبين لحجز مكان للاعب بديل في الطريق للفريق.
– بعض لاعبي الأهلي “المعارين” تألقوا بشكل لافت خلال الموسم الماضي.. مع أم ضد عودتهم؟
مسألة تكرار نفس التألق مع الأهلي مسالة نسبية، فبعض اللاعبين لا يستطيع اللعب تحت الضغوط الجماهيرية لفريق بحجم الأهلي، ولهذا يمكنهم التالق بعيدًا عنه، ومن وجهة نظري ومع كامل احترامي لإمكانياتهم، فهم لن يكونوا مؤثرين بالفريق، ولهذا انا مع استمرار اعارتهم.
– تقييمك لأسباب استبعاد بعض الأسماء من القيد بالقائمة الأفريقية مثل ناصر ماهر؟
استبعاد لاعب بموهبة “ناصر ماهر” من القائمة الأفريقية يثير العديد من علامات الإستفهام، فأنا من المؤيدين لإتاحة الفرصة لهذا اللاعب، لإعداد بديل يمكنه تحمل عبئ مسئولية غياب العقل المفكر للفريق، سواء بداعي الإصابة أو الاستبعاد لأسباب فنية، نعم هناك لاعب كبير وبامكانيات رائعة في نفس المركز وهو “صالح جمعة”، ولكن الفرق الكبري التي تشارك في أكثر من منافسة وبطولة، يجب أن يكون لديها البديل باستمرار، حتى لا يحدث لها أي اهتزاز في حالة عدم مشاركة اللاعب الأساسي.
– ولماذا يفرط الأهلي في بعض الخامات المبشرة مثل عمار حمدي ومعاذ الحناوي.. برغم انهم مستقبل الفريق؟
دعنا نتفق بداية، ان كل فريق لديه أولوياته، ومتطلباته في بعض المراكز، بالإضافة لإرتباطك بقائمة محددة بعدد معين من اللاعبين، وبالتالي فأنت تتحرك في نطاق ضيق لبعض اختياراتك، وهناك بعض المراكز التي تملك فيها عدد كبير من اللاعبين، ولكن في النهاية أنت مجبر على اختيار واحد او اثنان فقط منهم، وهذا ما يجعل الإعارة أحد الحلول السحرية لتلك المعضلة.
– أحمد الشيخ؟؟
أراه احد اللاعبين المميزين، فهو يتألق في أي فريق يشارك فيه، ولكن لا اجد وصفًا أو تفسيرًا لما يحدث معه، سوى أنه لاعب “سيئ الحظ”.
– رأيك في استمرار لاسارتي على رأس القيادة الفنية بالاهلي؟
لا اعتقد أن استمراره سيضيف أي جديد للفريق، حتى بعد التدعيمات الأخيرة، فالقضية لسيت نجاحه في إحراز بطولة الدوري الممتاز، فأي مدرب يقود الأهلي سيحقق البطولة، ولكن الذي يحكم قضية استمرار المدرب من عدمها، أن يكون لديه ما سيضيفه سواءًا أكان ذلك على المستوى الفردي من خلال تطوير اداء لاعبيه، أو على المستوى الجماعي للاداء الخططي والجمل التكتيكية التي يتم تنفيذها على أرضية الملعب، وهو ما فشل فيه “لاسارتي” بشده، وأعتقد أنه سيتم الإطاحة به عن أول إخفاق.
– اخيرًا هل “عرين الأهلي” في حاجة لتدعيم؟
بلا شك، فمركز حراسة المرمى من المراكز الحساسة في اي فريق، ولا ابالغ ان قلت أنه يمثل نصف قوته، والأهلي يحتاج لتدعيمه بشده في يناير على أقصى تقدير.
– مقارنة بالزمالك.. هل دعم الأهلي فريقه بالشكل المناسب؟
لا يعنيني ما تقوم به الفرق المنافسة بقدر اهتمامي بنوعية اللاعبين التي يحتاجها فريقي، فالزمالك تعاقد مع العديد من النجوم خلال الموسم الماضي، ولكن بالرغم من ذلك لم يحقق المردود المرضي لطموحاته بشكل عام، فالمهم هو الشكل العام للفريق، وهل نجحت هذه الصفقات في الإضافة بشكل إيجابي ام لا.
