محمد شعبان:اتمني أن يعود منتخب التايكوندو الي سابق عهده

السيد علي
خلال عامان استطاع المصري محمد شعبان « ميدو » أن يضع بصمة مميزة في الاتحاد العالمي للتايكوندو بعد تعيينه رئيسًا للجنة المسابقات بالاتحاد العالمي. ظهرت بصمته بوضوح في التغييرات الشكلية و الفنية بالبطولات المختلفة و كان الأمر جليًا ببطولة العالم التي أقيمت الشهر الماضي بمدينة مانشستر البريطانية. كما ساهم شعبان في عودة البطلة المصرية هداية ملاك إلى مستواها و الذي تأكد أخيرًا بحصولها على الميدالية البرونزية في منافسات وزن -٦٧ كجم ببطولة الجائزة الكبرى بروما. حوار خاص مع المصري الذي وصل إلى العالمية في وقت قياسي و يستمر في مشواره العالمي الذي لا نعلم مداه.
– ما أهمية الميدالية البرونزية التي حققتها هداية ملاك في بطولة الجائزة الكبرى بروما ؟
– الميدالية بحد ذاتها ليست ذات أهمية كبيرة. و لكن الأهم هو عودة هداية ملاك إلى مستواها و تطوره خلال الفترة الماضية. و حصولها على أول ميدالية ببطولات الجائزة الكبرى في الميزان الجديد -٦٧ كجم الذي انتقلت للعب فيه بدلًا من ميزان -٥٧ كجم الذي حصلت فيه على الميدالية الأولمبية في ريو ٢٠١٦. و يجب العلم أنها اللاعبة الوحيدة في العالم التي غيرت ميزانها و استطاعت الوقوف على المنصة في بطولة كبرى. فتغيير الميزان الأولمبي بزيادة ١٠ كجم ليس بالأمر السهل في رياضة التايكوندو التي تشمل على ٤ موازين أولمبية فقط. ما اسعدني ليس الميدالية بل المستوى الذي ظهرت به هداية خلال منافسات البطولة. ففي دور ال ٣٢ استطاعت الفوز على لاعبة صربيا ناديكا بوزانيك بنتيجة كبيرة ٩-١. ثم تفوقت في دور ال ١٦ على لاعبة كرواتيا دوريس بول بنتيجة كبيرة ايضًا ٩-١ و هذه اللاعبة كانت قد هزمت هداية من قبل في بطولة الجراند سلام. و حققت هداية مفاجأة كبيرة في دور ربع النهائي بالفوز على بطلة العالم الصينية مينجيو زهانج بنتيجة ٦-صفر، التي فازت بذهبية بطولة العالم بمانشستر منذ عدة اسابيع فقط. فهذا هو المهم المستوى الذي ظهرت به هداية و ليس النقاط التي حصلت عليها من الميدالية فهداية لن تستطيع التأهل لأولمبياد طوكيو ٢٠٢٠ من خلال التصنيف الأولمبي بل من خلال التصفيات الأفريقية المؤهلة و المقرر إقامتها نهاية فبراير ٢٠٢٠ بالمغرب.
– ظهرت هداية هذا العام بمستوى مختلف أكثر سرعة و قوة. هل السبب في ذلك معسكر صربيا و التدريب مع أحد اساطير التايكوندو العالمي ؟
– بالطبع استفادت هداية كثيرًا من التدريب مع المنتخب الصربي تحت قيادة المدرب العالمي دراجان جوفيك الذي درب هداية في العام الأول بدون أي مقابل بعد أن طلبت منه تدريبها و ذلك بعد تواصل راعي هداية، روابط الرياضية برئاسة دكتور وليد الملاح معي و طلب ذلك مني. خلال المعسكر تتدرب هداية مع أفضل لاعبات العالم صاحبات ميداليات أولمبية و عالمية و ذلك كان له تأثير كبير على تطور مستواها حيث اصبحت أكثر سرعة و اشد حنكة و اكثر نضجًا. و ايضًا من أسباب حصول هداية على برونزية الجائزة الكبرى خوضها للعديد من البطولات الهامة بشكل مستمر و دوري و هو أمر هام جدًا حيث يضعها في جو المباريات. فلاعب التايكوندو بشكل عام في حاجة إلى خوض عدد كبير من البطولات من أجل التدريب على مواقف المباريات. فجميع لاعبي العالم يخوضون في العام على الأقل ١٥ بطولة بواقع ١٠ بطولات دولية بالإضافة إلى ٥ بطولات رسمية و هي بطولات العالم و الجائزة الكبرى و البطولات القارية. و يجب إنتقاء البطولات الدولية بعناية و ليس بعشوائية، و لا يكون الهدف دائما الفوز و تحقيق ميدالية فلكل بطولة هدف حسب الخطة الموضوعة.
– و لماذا لم توفق هداية في بطولة العالم ؟
– هداية تتأثر كثيرًا بعدم خوض بطولات و هذه طبيعة فيها. و قبل انطلاق بطولة العالم عانت هداية من إصابة في اليد فاضطرت إلى اللجوء للراحة و عدم خوض بطولات مما اثر بالسلب على أدائها في بطولة العالم. بالإضافة إلى ذلك فهداية لديها مشكلة في لعب أي مباراة أمام لاعبات فرنسا حيث يدير مبارياتهن المدير الفني السابق للمنتخب المصري روسندو الونسو، و هو مدرب مخضرم و يعرف هداية عن ظهر قلب و يعلم جيدًا نقاط قوتها و نقاط ضعفها. و هذه مشكلة يجب أن نعمل على علاجها.
– نعلم أنك تعمل على إحداث تجديد و تطوير في التايكوندو العالمي و قد شهدت منافسات بطولة العالم شكل جديد و مبهر من حيث الملاعب و الإضاءة و الشاشات العملاقة. ما تقييمك لبطولة العالم ؟
– إدارة منافسات بطولة العالم بمانشستر كانت غاية في الصعوبة. فهذه أول مرة تقام فيها بطولة على ٧ ملاعب في نفس الوقت. تدفق اللاعبين على الملاعب بأعداد كبيرة في نفس الوقت أدى إلى صعوبة التفتيش و تجهيز اللاعبين. و كان يجب أن تتم المنافسات مثل الساعة بدون أي تأخير. كل ذلك أدى إلى إرهاق كبير على جميع العاملين و كان يجب علىّ أن أتابع الحركة على ال ٧ ملاعب و أن تتم كافة الأمور بدون أي أخطاء. و قد استطعنا تحقيق ذلك و إنجاح البطولة بشكل كبير.
– ما الهدف من التجديدات التي أحدثتها في التايكوندو و هل أنت راضٍ عن ما قمت بإنجازه خلال الفترة الماضية ؟
-نهدف من التجديد أمران : الأمر الأول أن يشعر اللاعب أنه على مستوى عالي و متميز و يحظي بإهتمام لا يقل عن الإهتمام بلاعبي كرة القدم. و ذلك عن طريق الإضاءة و الشاشات العملاقة التي تظهر عليها صورة اللاعب و الإحصاءات الخاصة به و مبارياته السابقة عن طريق الجرافيك و تقديم اللاعبين بشكل حماسي. و هذا الأمر تم بنجاح حيث يشعر حاليًا اللاعبون بسعادة غامرة. أما الأمر الثاني فهو أن نيسر على الجماهير فهم رياضة التايكوندو بشكل أكبر و ذلك بشرح النقاط التي يتم تسجيلها خلال المباريات على الشاشات و عرض ال « فيديو ريبلاي » على الشاشات العملاقة، و أيضًا عرض الإحصاءات الخاصة باللاعبين على الشاشات ليصبح الجمهور في قلب الحدث و يستطيع متابعة التايكوندو بشغف و اهتمام أكبر. و هذا الأمر يرجع تقييمه للجمهور. بشكل عام التجديد يهدف إلى جذب عدد كبير من المشاهدين لرياضة