كلمات الرئيس.. في عيون الرياضيين
المدرب الوطني بين الواقع والمأمول

كتب: أحمد فتحي
كانت أصداء الخروج المهين لمنتخبنا القومي لكرة القدم من بطولة كأس الأمم الأفريقية لا تزال تلقي بظلالها على كل وطني غيور على بلاده، وبخاصة وأن الدولة لم تبخل بأي شيئ، وسخرت كافة إمكاناتها، لإنجاح البطولة وخروجها بهذا الشكل الذي أذهل العالم، وأثبت أن مصر قادرة على إجتياز المستحيل، وفي محاولة للتنصل من مسئوليته، قدم أعضاء اتحاد الكرة إستقالة جماعية، لإطفاء جذوة الغضب المشتعلة في قلوب الجماهير، وبمرور الوقت، مرت القضية مرور الكرام، وتفرقت دماء “المسئولية” بين “القبائل”، ولكن ظل السؤال الذي يفرض نفسه عقب كل انكسار للرياضة المصرية، هل المدرب الأجنبي هو الأفضل لقيادة منتخباتنا القومية؟؟
وفيما يشبه العطيه الإلهية، جاءت إجابه السماء سريعة وحاسمة، حينما نجح شباب اليد في كتابة تاريخ كرة اليد من جديد، وبسواعد مصرية خالصة..
ليحسمها الرئيس “عبدالفتاح السيسي” كعادته، في علاج القضايا الشائكة، بمشرط الجراح البارع، ويعلنها صراحة وبلا مواربة، المدرب الوطني هو الذي سيتولى زمام الأمور خلال المرحلة القادمة، والإختيارات ستحكمها الكفاءة كمعيار وحيد، لتثلج كلماته قلوب الكثيرين ممن تواروا في الظل، في أجواء كانت لا تؤهل للنجاح، وصراعات تحكمها المادة والعلاقات المتشابكة، قبل أن تنسفها كلمات الرئيس، لتعلن عن بدء عصر جديد، يدعو سواعد أبنائه المخلصين للبناء، ويمنحهم فرصة التحدي واثبات الذات..
من جانبها حاولت “سبورت نيوز” فتح الملف الشائك، مع رموز الرياضة المصرية، وسألتهم هل يستطيع المدرب المصري تحقيق المأمول؟، ولماذا غاب عن الساحة طوال الفترة الماضية؟، وهل تمثل عودته استفاقه للرياضة المصرية وخروجًا من كبوتها، ونفضا لغبار سنوات من التراجع..
فكان الجواب في هذه السطور..
** الإعلام وغياب الدعم سبب احجام المدرب المصري عن المسئولية **
أكد باسم السبكي المدير الفني لكرة اليد بنادي الزمالك أن الضغوط الإعلامية “الملونة” الدائمة والمتوقعة لإختيارات المدير الفني، وتقييمها تبعًا لإنتماءاته، كانت سببًا رئيسيًا في تراجع مسئولي الرياضة المصرية، عن إسناد مهمة القيادة الفنية لمنتخباتنا لمدرب الوطني، بإلاضافة لغياب الدعم والإعداد الكافي، في حالة تصديه لها، مما يؤدي لعدم تحقيقه للنتائج المرجوه، ويحمله وحده نتيجة الفشل.
** كل انجازات الرياضة المصرية كانت بالمدرب الوطني **
من جانبه قال عاصم حماد المدير الفني السابق للفريق الأول لكرة اليد بنادي الزمالك، أن عودة المدرب الوطني لقيادة منتخباتنا القومية امر حتمي في ظل تردي نتائج اغلب اللعبات مع نظيره الأجنبي، بينما التاريخ والتجربة تشهد بأن كل انجازاتنا الرياضية تحققت على أيدي أبنائنا، وانجاز حسن شحاته مع كرة القدم ليس ببعيد، ونفس الشيئ تكرر مع طارق محروس وشباب اليد، والذين أعادوا البسمه والشعور بالفخر لكل المصريين، بعدما وفر لهم الإتحاد بقيادة هشام نصر، كل الإمكانيات المتاحة، لتوفير البيئة المناسبة للنجاح.
** بناء الأمم يتطلب تضافر جميع الجهود **
اما محمد الكرداني المدير الفني للفريق الأول لكرة السلة بنادي الجزيرة فقال أن مصر تمر بمرحلة بناء مما يستدعي تضافر جهود الجميع في كافة المجالات, وبالأخص المخلصين من أبنائها، الذين يمكنهم تحقيق المستحيل وقهر الصعاب.
مشيرًا إلى أن كلمة الرئيس أسعدت كل وطني غيور، ومؤكدًا على أن مصر تمتلك كوارد وكفاءات على أعلى مستوى، مما يمكنها من قيادة منتخباتنا القومية في كل الألعاب، لرفع علم مصر خفاقًا في المحافل الدولية.
مشددًا على أنها شرف كبير، وتاج على رؤوس كل المدربين الوطنيين، بما يحملهم مسئولية مضاعفة، للعمل بأقصى طاقاتهم، والسعي لتطوير قدراتهم، بالاطلاع على كل جديد، بما يؤهلهم لتحقيق أحلام الجماهير، والدولة ممثلة في رئيسها وقائدها.
** الأجانب لا يصنعون المعجزات!! **
وقال الدكتور “عادل فهيم” رئيس الاتحاد المصري والعربي والأفريقي لكمال الأجسام، ونائب رئيس الاتحاد الدولي، أن كلمة الرئيس جاءت في الوقت المناسب، وعبرت عن آمال المدربين الوطنيين بالحصول على فرصتهم، بعد أن تغيبوا عن المشهد لسنوات طويلة بفعل فاعل.
موضحًا أنهم الأقدر على فهم نفسية اللاعبين، وظروفهم الإجتماعية، بما يؤهلهم للتعامل معهم، بالشكل الذي يضمن شحذ معنوياتهم وهمتهم لتحقيق الفوز، ومؤكدًا أن المدربين الأجانب لا يصنعون المعجزات.
** كلمة حملت لواء التغيير لقناعات سائدة بين المسئولين **
وأوضح علاء عبدالعال أن “السيسي” حمل لواء التغيير بدعوته للإعتماد على أبناء الوطن، بعد سيطرة عقدة وقناعات المسئولين بأن الخبير “الأجنبي” هو الأفضل دائمًا، موضحًا أنها بمثابة تكليف رئاسي يسعي اليه شرفاء هذا الوطن، كل في مجاله، وليس على مستوى الرياضة فقط.
وأشار إلى ان حرص الرئيس على التواجد بين الشباب، يعود لإيمانه بأنهم سبيلها الوحيد، لمستقبل أفضل.. فلا خير في أمه تتجاهل أبنائها، وهو ما ظهر جليًا في حرصه على الإجابه على تساؤلاتهم بكل وضوح وشفافية.
** خطوة غير مسبوقة **
وقال شريف عبدالفضيل، لاعب الإسماعيلي والأهلي السابق، أن ما يحاول الرئيس القيام به، خطوة غير مسبوقة ولم تحدث من قبل، وهي بمثابة إعلان واضح وصريح، لتوجهات الدولة المصرية خلال الفترة القادمة، التي تسعى خلالها القيادة السياسية، للإعتماد على الكوادر الشابه، للمضي بخطى ثابته نحو المستقبل.
** عدم الثقة هو السبب الرئيسي.. وأهل مكة أدرى بشعابها **
وجاءت تصريحات “مجدي أبو المجد” المدير الفني لمنتخب الناشئين لكرة اليد، متفقه بأن المدرب الوطني هو الأفضل لقيادة تلك المرحلة من عمر الرياضة المصرية، وخاصة بعد النجاحات الكبيرة التي حققها على مستوى أغلب الألعاب.
موضحًا أن الإستعانة بالخبرة الأجنبية لم تكن أفضل الحلول دومًا، وهو ما أثبتته التجربة وبخاصة مع كرة القدم، بعد التراجع الشديد لنتائج المنتخب، وتحديدًا منذ آخر انجاز على المستوى القاري، والذي تحقق بجهاز فني وطني بالكامل، أثناء ولاية “حسن شحاته”، فأهل مكة دومًا أدري بشعابها.
ولافتًا إلى أن المعوقات التي حالت دون وجود المدرب الوطني، تتلخص تحديدًا في عدم الثقة في قدراته في بعض الأحيان، بالإضافة لإحتكار بعض المناصب على وجوه بعينها، مما أدى لاستبعاد العديد من الكفاءات عن مواقع القيادة.
** الجهاز المعاون “كلمة سر” النجاح **
ويرى “أشرف خضير” مدرب حراس مرمى النادي المصري ومنتخب الكرة النسائية السابق، والمشرف العام على حراس مرمى منطقة بورسعيد، أن كلمات الرئيس أصابت “كبد الحقيقة”، لافتًا لأن الجهاز المعاون، يأتي على نفس درجة الأهمية، فهو الذي يوجه المدير الفني اذا ما حادت رؤيته عن الصواب، مما يساهم في نجاحه بشكل كبير.
ومشددا على ضرورة تحري الشفافية في الإختيارات، وخصوصا فيما يخص الجهاز المعاون، مقترحا أن يتم اختياره عن طريق لجنة فنية متخصصة ومحايده، بعيدا عن المدرب، لما يشوب خياراته من بعض السلبيات، حيث يلجأ كل مدير فني للاستعانه بأصدقائه ضاربا عرض الحائط، بمعايير الكفاءة والخبرة.
** الخبرات “الاجنبية” للتخطيط فقط **
وحصر “آسر القصبي” المدير الفني لفريق سبورتنج لكرة اليد، دور الخبير الأجنبي في التخطيط فقط، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي فيما وصلت اليه بعض الالعاب الجماعية، يعود للتخطيط والإعداد السليم.
موضحا أن الاستعانة بالخبرات الأجنبية، يجب أن يقتصر على التخطيط للعبة، من خلال وضع تصور لشكل المسابقات، على مستوي الكبار والناشئين، بما يساعد على تهيئة اللاعبين للأحمال البدنية، وضغط المباريات، بما يتماشى مع المتبع عالميًا، بالشكل الذي يؤهلهم لخوض مباريات قوية على المستوى الدولي، دون هبوط معدل الأداء بشكل مفاجئ، وهو ما حدث حينما تمت الاستعانة بخدمات باول تيدمان، الأب الروحي للعبة، بداية التسعينيات ليخطط لكرة اليد المصرية، ويضعها على طريق العالمية، لتشهد معه اللعبة تطورا حقيقيا في مستواها، وهو ما تحتاجه باقي الألعاب الجماعية، بعيدا عن مجال التدريب، الذي اثبت الوطنيون نجاحهم فيه، وهو ما اظهرته نتائج المنتخبات قاريا وعالميا.
** تجربة “اليد” قابلة للتكرار.. و”المحسوبية” هي العقبة الوحيدة **
أكد “حمدي الصافي” المدير الفني لفريق الكرة الطائرة للسيدات بالنادي الأهلي، أن نجاح تجربة كرة اليد، بالاعتماد على المدرب الوطني، قابلة للتكرار في باقي الألعاب.
موضحًا أن مصر تمتلك الكوادر والكفاءات المؤهلة للقيام بهذا الدور، والتي لا تقل عن قدرات نظيرها الأجنبي، إن لم تكن تفوقه في كثير من الأحيان، بالإضافة إلى أن الإعتماد على المدرب الوطني، يوفر على خزينة الدولة الملايين من “العملة الصعبة”، التي ينبغي توجيهها لمكانها الصحيح، للمساهمة في عملية البناء والتنمية التي تشهدها مصر “السيسي” حاليًا.
مشيرًا إلى أن العقبة الوحيدة في طريق المدرب الوطني، هي “المحسوبية” و “الشللية”، التي لازالت تحكم الرياضة المصرية للأسف.
ومشددًا على ضرورة الإلتزام بتوجيهات الرئيس التي طالب فيها بالتحلي بقيم التجرد والشفافية، كمعيار وحيد لإختيار مدربي المنتخبات القومية، بالشكل الذي يؤكد صدق توجه الدولة، بالإعتماد على مواردها الداخلية، وسواعد أبنائها خلال المرحلة المقبلة.
** كلمات “الرئيس” أعادت للمدرب المصري قيمته “التسويقية” **
من جانبه قال “أشرف توفيق” المدير الفني للفريق الأول لكرة السلة بالنادي الأهلي، أن كلمات الرئيس “عبدالفتاح السيسي” التي جاءت على هامش مؤتمر الشباب، أعادت للمدرب الوطني اعتباره.
موضحًا أن دعم الرئيس أعاد الحق لأصحابه، وبخاصة بعد الحملات الممنهجة لبعض القيادات الرياضية، للتشكيك في كفاءة المدرب المحلي لتحقيق مصالح شخصية.
مشيرًا إلى أن بعضهم أعتقد أن وجوده في منصبه يعطيه الحق في تشويه وإهدار فرصة الكفاءات الوطنية لإثبات الذات، ومؤكدًا على أن كلمات الرئيس أعادت للمدرب المصري هيبته وسمعته وقيمته التسويقية، مما سيؤثر بالإيجاب على زيادة فرصه بالتواجد، بدول القارة السمراء والخليج العربي.
** كلمات “الرئيس” جاءت بدافع “الانتماء” **
عبر “يوسف حمدي” نجم الاتحاد السكندري والزمالك الأسبق، والمدير الفني الحالي لفريق الشباب بنادي سموحة عن سعادته بتصريحات الرئيس التي جاءت من منطلق الوطنية والحب والإخلاص والانتماء لهذا الوطن، والتي دعت للاستعانة بكوادرنا الفنية الوطنية، تماشيا مع توجه الدولة، للاعتماد على سواعد أبناءها المخلصين، خلال مرحلة “إعادة البناء”