عاصم حماد: “هشام نصر” له دور كبير في انجاز “شباب” اليد

كتب: أحمد فتحي
عاصم حماد المدير الفني السابق لكرة اليد بالنادي الاهلي، وواحد من أفضل مدربي اللعبة، محليًا وافريقيًا، حقق معه الشياطين الحمر العديد من الإنتصارات، منها 6 بطولات على المستوى الأفريقي.
حافظ للأهلي على موقعه من المنافسه على كل البطولات أمام غريمه التقليدي، وأدى دوره بكفاءة وإخلاص حتى النهاية، كواحد من أفضل رموز كرة اليد المصرية..
التقت به “سبورت نيوز”، لالقاء الضوء على انجاز كرة اليد المصرية الجديد، بعد الحصول على الميدالية الثالثة في تاريخها، بمنافسات كأس العالم للشباب، والتي كان آخرها برونزية أسبانيا، فكانت هذا الحوار..
– هل يستطيع هذا الجيل تكرار انجازات الجيل الذهبي لكرة اليد المصرية؟؟
بالطبع فهذا الجيل حقق بطولة مهمه، في نهاية مشواره بهذه المرحلة العمرية، قبل الانتقال للقيد ضمن الدرجة الأولى، ليضيف انجازا جديدا لكرة اليد المصرية، قبل تنظيم بطولة كأس العالم 2021، حيث حققنا المركز الثامن على مستوى الكبار، وثالث العالم على مستوى الشباب، وننتظر انجازا جديدا للناشئين في مقدونيا بإذن الله.
– هل عادت كرة اليد المصرية لمكانها الطبيعي؟
بالتاكيد.. وخصوصا بعد المستويات الرائعة التي قدمتها منتخباتنا الوطنية، على المستوي العالمي، لتحافظ على موقعها ضمن كبار اللعبة، وتوجه رسالة قوية لكل للجميع قبل انطلاق بطولة 2021 التي تستضيفها أرض الكنانة.
– ما هي أبرز مكاسب اللعبة بعد هذا الانجاز الاخير؟
بالطبع هناك عده مكاسب تحققت لكرة اليد، وتحديدا مع وجود الدكتور حسن مصطفى، كرئيس للاتحاد الدولي للعبة، وبعد رجوع اللعبة لمستواها الطبيعي، مما يؤثر بشكل إيجابي على وضع كرة اليد المصرية في المستقبل، ويعزز من قدرتها على استمرار المنافسه مع الكبار.
– هل يمكن الإعتماد على هذا المنتخب للمنافسة على كأس العالم 2021؟
دعنا نتفق ان هؤلاء اللاعبين حققوا شيئا جيدا في نهاية مشوارهم بهذه الفئة العمرية، مما يعزز من فرصة تواجدهم ضمن القوام الأساسي للمنتخب الأول، وهو ما يحدث بكل المنتخبات الكبيرة، فبعد أي انجاز على مستوي الشباب، يكون هناك عمليه إحلال وتجديد، لدمج عناصر الخبرة بمجموعة من الشباب المميزين، الذين اكتسبوا العديد من الخبرات، من الاحتكاك الخارجي بدول التصنيف الأول.
– هل المدرب الوطني. مظلوم اعلاميا لماذا؟
بالفعل، فأبرز انجازات اللعبة تحققت مع مدربين وطنيين، سواءا أكان ذلك على مستوى الفرق أو المنتخبات، محليا وأفريقيا وعالميا، ولكن في النهاية عند التعامل مع قضية المدرب الوطني للمنتخب الأول، تظهر سلبيات الإعلام الرياضي، والتي تتلخص في التحيز للألوان، ومن ثم يلجأ مسئولي اللعبة، للمدرب الأجنبي تلافيا وتجنبا للمعارك الإعلامية، مما يحرم المدرب الوطني من فرصته لخوض تلك التجربة، وفي النهاية يحصد الاجنبي ثمار مجهود مدربينا، الذين كان لهم الفضل الأول في ظهور عناصر المنتخب بهذا الشكل، وبالرغم من ذلك ففي بعض الأحيان تحتاج اللعبة لمدربين من الخارج، لكن بشرط أن يحقق تواجدهم إضافة فنية، فكل يوم هناك الجديد في كرة اليد، فان كان المدرب علي المستوى المطلوب فسوف يحقق الافادة لكل المنظومة، لاعبين ومدربين.
– هل انت مع فتح باب الاحتراف للاعبي منتخب الشباب؟
بدون ادني شك، واظن أن هذا الامر سيعود بالنفع والايجاب علي ارتفاع مستوي لاعبينا وخبراتهم، مما يدعم من فرص المنتخب للتواجد ضمن المربع الذهبي، لأفضل المنتخبات على مستوى العالم.
– تعليقك علي عدم إختيار اي لاعب من المنتخب ضمن قائمة الأفضل في البطولة.. وهل هناك تحيز للاعب الأوروبي؟ بمعنى آخر هل هناك شبهة “عنصرية” في هذه الاختيارات؟
لا أعتقد ذلك، بالفعل نملك مجموعة رائعة من اللاعبين في بعض المراكز، ولكن لغة الأرقام هي التي تحكم في النهاية، وبالتأكيد من تم اختيارهم كانوا الأفضل وأنصفتهم الاحصائيات، وهذا لا يعني التقليل من قدرات لاعبينا، فهم أدوا ما عليهم بكفاءة منقطعة النظير.
– ما هو دور الاتحاد في هذا الانجاز؟
بالتاكيد.. فالاتحاد المصري برئاسة المهندس هشام نصر، كان له دور كبير، بالرغم من توليه المسئولية منذ فترة قصيرة لا تتجاوز العامين، الا انه استطاع توفير البيئة المناسبة للنجاح، من خلال الاعداد الجيد لهذه المجموعة من اللاعبين، عن طريق المعسكرات الخارجية، والتنسيق للاحتكاك المتواصل مع فرق التصنيف الأول، بالاضافة لإعداد جدول الدوري والمباريات، بنفس الشكل المعمول به في المنافسات العالمية، مما ساهم في تجهيزهم بدنيا وذهنيا، ومهد الطريق لتحقيق هذا الانجاز، وبالتأكيد طالما أخلص الجميع النوايا، فان الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
– كيف نحافظ على هذا الانجاز؟
بمواصلة الإعداد الجيد وتوفير المعسكرات والاحتكاك المناسب، الذي من شأنه الحفاظ على مكتسبات هذه الصحوة، التي تشهدها اللعبة خلال هذه الفترة، بفضل المساندة والدعم الذي تلقاه من الاتحاد المصري برئاسة المهندس هشام نصر.
– لماذا فازت فرنسا في مباراة قبل النهائي برغم اننا فزنا عليها في الدور التمهيدي وبفارق كبير من الاهداف؟
هناك قاعدة في علم التدريب تؤكد انه في حالة تساوي الفريقان من الناحية الفنية، فهناك صعوبة شديدة لتكرار فوز أحدهما على الآخر، بالاضافة الي افتقاد فرنسا لجهود لاعب الجناح الايسر، خلال المباراة الأولى، وهو لاعب خطير وامكانياته عالية جدا، وساهم بشكل كبير في ترجيح كفة “الديوك” خلال المواجهة الثانية.
– هل هناك أخطاء فنية أدت لخسارة فرصتنا في الصعود للمباراة النهائية؟
مبدئيا الاخطاء واردة في أي لعبة، لكن فنيا فالمدرب يضع الخطة بناءا على الحالة البدنية والذهنية للاعبيه، الذين شاركوا معه طوال فترة الاعداد واثناء البطولة، بينما النتائج تحسمها حالة اللاعب في توقيت المباراة، وهو ما لا يمكن التحكم فيه أو توقعه، ففي بعض الأحيان قد تخسر البطولة، بخطأ واحد لأحد لاعبيك قبل نهاية المباراة، ولا يوجد مدرب يتعمد الخسارة، لانها ستسجل في تاريخه، وهذا لا يغير من حقيقة أن هذا المنتخب أدى ما عليه، وكان علي مستوى المسئولية.
– هل هذا الانجاز مجرد طفرة وحدث استثنائي لن يتكرر؟
لا اعتقد ذلك، كرة اليد المصرية متواجدة بقوة، فمنتخبنا متواجد عالميا كممثل لافريقيا، ومصنفين ضمن أفضل 14 منتخب علي مستوى اللعبة، مما يؤكد أننا في الطريق السليم، وأن القادم أفضل.
– لماذا تراجعت كرة اليد المصرية خلال السنوات الماضية وكيف عادت لمكانتها مرة آخري؟
بالتأكيد حدث تراجع في بعض الفترات وتحديدا عقب ثورة يناير 2011، بسبب الظروف الاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد، والتي حالت دون توفير الاعداد الكافي لأغلب عناصر اللعبة، لعدم توافر العملة الصعبة، ومعسكرات الإعداد الخارجية، التي توفر الاحتكاك مع منتخبات التصنيف الأول، وهو ما اختلف تماما، بعد أن استعادت مصر لعافيتها، فالدولة ومسئوليها يدعمون الرياضة على أفضل ما يكون، وهو ما ظهرت نتائجة بعودة كرة اليد لموقعها الطبيعي بين الكبار، فطالما توفر الدعم والإعداد الكافي، فالنتائج ستكون دوماً إيجابية ومشرفة.
– متى يحصل المدرب الوطني على فرصته مع المنتخب الأول؟
عندنا يتخلى الاعلام عن التحيز للالوان، ويتعامل مع اختيارات المدرب بحيادية، ليوفر الجو المناسب له لتحقيق الفوز والبطولات.