دور الاربعة.. الكبار يتنافسون لخطف الأميرة الافريقية

احمد فتحي
اسدل الستار أمس على ختام مباريات دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر خلال الفترة من 21 يونيو وحتى التاسع عشر من الشهر الجاري، والذي يشهد المباراة النهائية وتتويج البطل.
وشهد هذا الدور مجموعة من المفارقات واستمرارا لبعض المفاجآت التي بدأت بها البطولة في نسختها الثانية والثلاثين، وهو ما رصدته بوابة “سبورت نيوز” في هذا التقرير:
منتخب “التعادلات” يطيح بفريق “المفاجآت”
نجح المنتخب التونسي في انهاء حالة العقم التهديفي التي لازمته خلال الأربع مباريات الماضيه بعدما تخلى المدير الفني الفرنسي لنسور قرطاج عن حذره الدفاعي ليقصي “الباريا” وبثلاثة أهداف محققا فوزه الأوب بعد أربعة تعادلات ثلاثة منها بدور المجموعات ليتأهل ثانيا عن مجموعته والرابع كان خلال المواجهة التي جمعته بالنجوم السوداء وتفوق فيها بضربات الجزاء, لينهي المسيرة الرائعة لمنتخب مدغشقر “الحصان الاسود” للبطولة والذي حقق نتائج مدهشة خلال مشاركته الأولى بالبطولة الأفريقية الاقدم وثالث أقوى البطولات بعد كأس العالم والأمم الأوروبية.
“المجموعة الثالثة في الصدارة.. والمحاربين “الأفضل”
واصل منتخبا الجزائر والسنغال المحافظة على حظوظهما في الزحف نحو إحراز اللقب, ليؤكدا انها المجموعة الأقوى في كأس الأمم, بعد نجاحهما في التأهل عنها كأول وثاني على حساب “كينيا وتنزانيا” وتخطي عقبة دوري الستة عشر والثمانية.
ونجح أبناء “بلماضي” في تسجيل العديد من الأرقام القياسية، التي بدأها بالحفاظ على سجله دون هزيمة للمباراة الخامسة على التوالي، بالاضافة لكونه أفضل هجوم في البطولة حتى الآن، حيث نجح لاعبوه في تسجيل 10 أهداف فيما لم تهتز شباكه سوى بهدف واحد احرزه النجم الايفواري “جوناثان كودجا” خلال مواجهة الفريقان بالدور ربع النهائي التي انتهت بفوز الجزائر، ليحافظ على موقعه كأقوي دفاع.
“ماني” يواصل التألق.. و”محرز” يسعي للقب الثاني
واصل الثنائي الدولي “ساديو ماني” و “رياض محرز” قيادة منتخبا بلادهما للتحليق بعيدا في سماء البطولة, حيث تخطى “أسود التيرانجا” عقبة بنين بعد التغلب عليها بهدف نجم نادي “ايفرتون” الإنجليزي “ادريسا غاي” لتقترب “السنغال” خطوة كبيرة من تحقيق لقبها الأول على أرض الكنانة.
فيما وجه نجم “مانشستر سيتي” صاحب الثمانية والعشرين عاما رسالة قوية لمتابعي البطولة بأن “محاربي الصحراء” قادمون لاحراز اللقب الثاني بعد غياب 30 عاما عن منصات التتويج وتحديدا منذ بطولة 1990 التي نظمتها الجزائر وفاز بها الجيل الذهبي للخضر بقيادة الاسطورة “رابح ماجر”, ونجح”محرز” في قيادة منتخب بلاده للتغلب على “الأفيال الايفوارية” في مباراة ماراثونية لجأ فيها الفريقان للاحتكام لضربات “الجزاء الترجيحية” بعد استمرار التعادل الايجابي خلال الوقت الاصلي والاضافي بهدف لكل منهما.
” النسور النيجيرية”.. تخصص “ريمونتادا وضربات ثابتة”
تأهلت “النسور النيجيرية” للدور ربع النهائي بعد نجاحها في تخطي “الأسود الكاميرونية” في أفضل مباريات البطولة حتى الآن، بعد مباراة شهدت احداثا دراماتيكية، حيث تقدم نيجيريا في الدقيقة 19 من المباراة لتعود الكاميرون بريمونتادا خلال ثلاث دقائق “41 و 44″، لترد النسور وتسقيهم من نفس الكأس وفي ثلاث دقائق أيضا، وفي المباراة التالية لم تجد أدنى صعوبة في عبور منتخب “جنوب افريقيا” بنتيجة 1/2، والمفارقة أن نيجيريا نجحت في أحراز سبعة أهداف حتى الآن، منها ثلاثة بالضربات الثابتة!.
نيجيريا ترسخ عقدة “جنوب افريقيا” بالدور قبل النهائي
أكدت “نسور نيجيريا” عقدة منتخب “البافانا بافانا” خلال مواجهاته بدور الثمانية، والتي شهدت وداعه لبطولة كأس الأمم للمرة الثالثة من أصل تسعة مشاركات بدأها عام 1996، والأغرب أن اثنتان منهما كانت على يد منتخب مالي عامي”2002، 2013″.
الفرنسيين في مواجهة الثوار.. والمدرب الوطني الأفضل
يبدو أن التاريخ يعيد نفسه في ملحمة كروية هذه المرة، حيث أسفرت مواجهات الدور ربع النهائي عن صعود أربعة منتخبات هي “السنغال، نيجيريا، الجزائر، تونس”، بقيادة فرنسية – وطنية لهذه المنتخبات.
ويواجه منتخب النسور النيجيرية بقيادة مديره الفني الفرنسي “غيرنو روجر” محاربي الصحراء تحت القيادة الفنية لأفضل مدرب في البطولة “الجزائري جمال بلماضي” في مواجهة لا تخلو من السياسة والرواسب التاريخية بين البلدين، حيث عانت الجزائر من نيران الاحتلال الفرنسي “1830-1962” قرابة قرن ونصف.. فهل ينتفض ثوار المحاربون ضد الفرنسيين؟
فيما تجمع المباراة الثانية “آلان جريس – فرنسي” الذي يتولى الادارة الفنية لنسور القرطاج مع نظيره السنغالي الذي يتولى تدريبه المدرب الوطني”اليو سيسيه” في مباراة صعبة على الفريقين.
فمن يصعد للمباراة النهائية ويخطف الأميرة الأفريقية المدرب الفرنسي أم نظيره الوطني؟
“ساسي” يضعان “جريس” في مأزق
آثار التألق اللافت لنجم المنتخب التونسي الكثير من علامات الاستفهام للخبراء والمحللين، وانهالت الانتقادات على الفرنسي “جريس” الذي لم يكن يعتمد عليه بشكل أساسي ضمن التشكيلة الرئيسية التي خاضت مباريات الدور التمهيدي.
وجاء الرد في الملعب، “ساسي” صاحب السبعة وعشرين عاما، والمحترف ضمن صفوف نادي الزمالك، وايقونة ومعشوق جماهير “الملكي المصري”، الذي سدد ضربة الجزاء الأخيرة التي صعدت بالنسور للدور ربع النهائي باقتدار، وبهدوء أعصاب “الكبار”،
وساهم في عبور النسور حينما افتتح ثلاثية مباراة التأهل لدور الأربعة أمام مدغشقر، لتختاره اللجنه المنظمة للحصول على جائزة رجل المباراة، وتزداد آمال الجماهير التونسية بتكرار انجاز 2004 والحصول على اللقب الثاني خلال ثمانية عشر مشاركة.