بعد أزمة “صلاح” و “الزمالك”.. “الإعلام الرياضي” في قفص الاتهام

خلال شهر واحد تصدر الإعلام الرياضي المشهد بقوة، وبدلا من أن يكون مجرد ناقل للحدث، أصبح هو صاحب دور البطولة.
أزمتان أثارتا الكثير من الجدل، طالت فيهما سهام النقد اثنان من الصحفيين، وأصبحا حديث مواقع التواصل الإجتماعي، ووقودا لمعارك كلامية اشتعلت بين المؤيدين والمعارضين.
الأزمة الأولى كان بطل روايتها “هاني دانيال” مراسل جريدة “البوابة نيوز” بألمانيا، بعدما امتنع ممثل الإعلام المصري الوحيد بمسابقة “The Best” لاختيار أفضل لاعب في العالم، عن التصويت لصالح مواطنه ونجم ليفربول الانجليزي “محمد صلاح” في مخالفة صريحه للعرف السائد في مثل هذه المنافسات التي يدعم فيها الجميع بني جلدتهم.
“دانيال” حاول التغريد خارج السرب، بمنح صوته للأفضل من وجهة نظره، فما كان من محبي ودراويش النجم المصري، إلا أن كالو له العديد من الاتهامات بالخيانة والعمالة والتطرف الديني، وغيرها من الاتهامات المرسلة دون أي سند أو دليل.
وامتطت رابطة “النقاد الرياضيين” صهوة “الترند” في محاولة لخطف الأضواء، وأصدرت بيانا أكدت فيه أن الصحفي الذي قام بالجرم المشهود ليس من ضمن أعضائها، وطالبت بفتح تحقيق عاجل مع المسئول عن مشاركته في التصويت، فيما قامت بعض البرامج بالتشهير به.
والأعجب والأدهى أنه يشارك في هذه المسابقة منذ عام 2016، كصحفي معتمد لدى “الفيفا” منذ عشرة أعوام، ولم نسمع لمثل هؤلاء نفس الضجيج حينها.
البطل الثاني، هو الصحفي “أحمد جمال” محرر جريدة الفجر، وأحد محرري أخبار النادي الأهلي، والذي تصدر أسمه كخائن للوطن، بعدما نشر على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي، ترجمة باللغة الفرنسية لتجاوزات وتهديدات رئيس نادي الزمالك، تجاه بعثة نادي “جينيراسيون فوت”، و”فاطمة زامورا” ممثلة الإتحاد الدولي لمتابعة الشئون الأفريقية.
ليتلقفها مسؤلو الفريق السنغالي ويصعدون شكواهم للاتحاد الأفريقي بعد أزمة نقل ملعب مباراة العودة بين الفريقين، ضمن منافسات بطولة دوري الأبطال، ليعلق الكاف نتيجة المباراة التي انسحب منها الضيوف، مؤجلا لقراره النهائي للثامن من الشهر الجاري.
لتكال نفس الاتهامات بالخيانة، والسعي لإقصاء أحد الأندية التي تمثل مصر بالبطولة القارية، ووصمه بعدم مراعاة قواعد المهنية والتجرد في التناول الإعلامي كمحرر يفترض منه الحياد، مما يهدد بإشعال “فتنة كروية” جديدة بين القطبين.
في وقت لم يسمح فيه هؤلاء لأنفسهم بالتوقف لو للحظة لسماع وجهه نظر كلا الصحافيين، بدلا من مهاجمهتهم والخوض في أعراضهم والتشهير بهم وبعائلاتهم.
فعلى من اتخذوا من حرية الرأي سبيلاً لجلد الآخرين أن يتخلقوا بالضمير قليلا قبل أن ينهشوا لحوم الأبرياء.