المنتخب اللى أوله «تحرش» آخره «فضيحة»

كتب – محمود مناسى
تنبأ جميع المهتمون بكرة القدم، بالخروج المهين من بطولة أمم أفريقيا 2019، عقب «أزمة تحرش عمرو وردة بموديل مصرى»، وعدم تمكن «الفراعنة» من الحصول على البطولة الأفريقية، والتى تستضيفها مصر، أو حتى تقديم لاعبى المنتخب أداء جيد تشيد به الجماهير المصرية الغفيرة التى ملأت جنبات استاد القاهرة الدولى فى الـ4 مباريات التى خاضتها «الفراعنة».
ثانى الأزمات التى شهدها المنتخب المصرى كانت تأخر وصول بعض اللاعبين لمعسكر المنتخب الذى أقيم فى برج العرب بمحافظة الإسكندرية، حيث وصل محمد الننى لاعب نادى أرسنال الإنجليزى، متأخرا عن موعد بداية المعسكر، وتلاه بأيام انضمام محمد صلاح لاعب نادى ليفربول الإنجليزى لاستاد برج العرب، والذى بدء التدريبات مع المنتخب قبل انطلاق «كان 2019» بوقت قليل، لاستجمام الننى وصلاح فى إحدى المدن الساحلية، وقد ظهر واضحا للجميع تشتت الجهاز الفنى واللاعبين بأشياء أخرى غير الاستعداد للبطولة الأفريقية.
فى يوم 23 يونيو، تفاجأ جميع متابعى الرياضة المصرية عموما ومحبى كرة القدم والمنتخب المصرى خصوصا، بظهور فتاة تدعى «مريهان» تعمل عارضة أزياء بإحدى الدول العربية، باتهام 4 من لاعبى منتخب مصر بالتحرش بها لفظيا، من خلال تعليقات على حسابها بتطبيق «انستجرام».
ووجهت «مريهان» الاتهام لرباعى المنتخب القومى عمرو وردة، ومحمود حمدى الونش، وأحمد حسن كوكا، وأيمن أشرف، الموجودين فى تشكيلة مصر الحالية فى كأس الأمم الأفريقية، بملاحقتها على الإنترنت والتسابق من أجل الحديث معها، قبل أن تبرأ الأخير.
وفى تعليقه على أزمة «تحرش الموديل» قال إيهاب لهيطة المدير السابق للمنتخب المصرى: «الأزمة ليس شائعات، وإنما نتيجة تأثير السوشيال ميديا، الأمور أصبحت صعبة جدًا، وتحدثنا مع اللاعبين بعد الفطار بضرورة التركيز، الأمور ليست بالحجم الذى أثير».
لم يمر وقت طويل على أزمة «التحرش»، حتى ظهرت عارضة أزياء مكسيكية، ونشرت مقطع فيديو للاعب منتخب مصر عمرو وردة، يحتوى على تجاوزات أخلاقية من «وردة» تجاه الفتاة المكسيكية.
واستجابة لضغط الرأى العام، قرر مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق، برئاسة هانى أبو ريدة، تم استبعاد اللاعب عمرو وردة من معسكر منتخب مصر لأسباب أخلاقية، وعدم ضمه نهائيا للمنتخب.
وبعد تشكيل لجنة رباعية بـ«الجبلاية» تضم كلا من: هانى أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة والمشرف على المنتخب، وأحمد شوبير، وكرم كردى، ومجدى عبد الغنى، لمناقشة أزمة عمرو وردة وكيفية التراجع عن قرار استبعاده، لتقرر اللجنة فى نهاية الأمر إلى إيقاف اللاعب لنهاية الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأفريقية فقط، خاصة أن اللاعب نشر فيديو يعتذر فيه عن أفعاله السابقة.
وشهدت الأزمة تضامن عدد من لاعبى المنتخب مصر مع زميلهم، كان فى مقدمتهم كابتن «الفراعنة» أحمد المحمدى، حيث احتفل المحمدى، ه بهدفه فى مرمى الكونغو الديمقراطية، مشيرا برقم 22، حرصا منه على دعم زميله عمرو وردة بعد أزمته الأخيرة.
وقال المحمدى فى تصريحات تليفزيونية عقب المباراة: «علمنا بما حدث لزميلنا عمرو وردة، كلنا عائلة واحدة وكلنا نخطئ ولن نتركه كلاعبين، نحن نكبر المواضيع، وردة لعب باسم منتخب مصر، وهو حر فى حياته الشخصية ولا نستطيع أن نحاسبه عليها، خاصة أنه يركز فى عمله».
وطالب أحمد حجازى، قلب دفاع المنتخب الوطنى، الجماهير بقبول اعتذار عمرو وردة لاعب الفراعنة، مشيراً إلى أن اللاعب تعلم من خطئه ولن يكرره مرة أخرى.
ونشر حجازى تويته كتب فيها، «التعلم من الخطأ وعدم تكراره شىء جيد والمسامحة فيه وإعطاء فرصة ثانية شىء عظيم، أتمنى من عمرو التعلم من هذا الخطأ، ومن الناس ألا تقسو عليه وقبول اعتذاره».
فيما دافع محمد صلاح نجم نادى ليفربول الإنجليزى والمنتخب المصرى عن زميله عمرو وردة المستبعد من قائمة الفراعنة فى كأس الأمم الأفريقية على تويتر، حيث نشر صلاح تغريدات باللغة الإنجليزية عبر حسابه على تويتر لدعم وردة قال فيها: «لابد أن تتعامل النساء بطريقة محترمة، وإذا قالت لا تعنى لا.. هذه الأشياء مقدسة.. أؤمن بأن من يخطئون يمكن أن يتغيروا للأفضل، ولا يجب أن يتم إعدامهم، وهى أسهل طريقة»، وأضاف: «علينا أن نؤمن بالفرصة الثانية، نحتاج للنصح والإرشاد، والابعاد ليس الحل.
وتضامن أيضا باهر المحمدى، مدافع المنتخب المصرى، مع زميله عمرو وردة، فى أزمة استبعاده، حيث ظهر باهر رافعا القميص رقم 22 الخاص بعمرو وردة، بعد تسجيل المنتخب هدفه الأول أمام الكونغو، معلنا تضامنه مع «وردة».
كما كتب وليد سليمان صانع ألعاب النادى الأهلى والمنتخب الوطنى، عبر حسابه الشخصى على موقع «فيس بوك»: «مين فينا مبيغلطش ومين فينا معصوم من الغلط، ربنا كبير وبيغفر مهما كانت الذنوب والزلات وقال فى كتابه « ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ»، ربنا رحيم بينا واحنا كعباد لازم نكون رحماء ببعض.
ورغم غضب الجماهير المصرية الشديد من أزمة «تحرش وردة»، إلا أن مجلس إدارة اتحاد كرة القدم المصرى السابق برئاسة هانى أبوريدة، والجهاز الفنى بقيادة المكسيكى خافيير أجيرى، واللاعبون بقيادة بالكابتن أحمد المحمدى، لم يهتموا بمشاعر الجماهير وتم العفو عن اللاعب، بل تم إشراكه فى مباراة جنوب أفريقيا فى دور الـ16 من بطول أمم أفريقيا 2019، والتى خسرها المنتخب الوطنى بهدف دون رد، لينال مجلس «الجبلاية» والجهاز الفنى واللاعبون عقابهم بالفضيحة والخروج من البطولة التى تستضيفها مصر على أرضها، لتعاطفهم مع «لاعب التحرش».
مما جعل الجماهير المصرية الغاضبة من خروج منتخبهم الوطنى، والمرشح الأول للحصول على «كان 2019»، يرددون: «المنتخب اللى أوله «تحرش» آخره «فضيحة».