المدرب الوطني ينافس الاوروبيين في دور الـ16.. وفرنسا حاضرة وبقوة
أوروبا تسيطر بـ 10 مدربين وفرنسا على رأس القائمة بـ 6 منهم..

احمد فتحي
_بلماضي الأبرز وديبوي مفاجاة البطولة.. ورينارد يسعى لتحقيق انجاز غير مسبوق
تشهد مباريات دور الستة عشر من بطولة الأمم الأفريقية “كان 2019” والتي تستضيفها مصر في نسختها الثانية والثلاثون خلال الفترة من 21 يونيو وحتى 19 يوليو الجاري منافسة شديدة بين المدربين الوطنيين ونظرائهم من المدربين المحترفين بالقارة السمراء.
وسيطرت أوروبا “القارة العجوز” على منافسات هذا الدور بـ 10 مدربين دفعة واحدة، وجاءت فرنسا على رأس القائمة، فيما جاء المدرب الوطني في المرتبة الثانية، بينما احتلت أمريكا اللاتينية ذيل قائمة المدربين المحترفين بأدغال أفريقيا بمدير فني واحد هو المكسيكي “خافيير أجيري” المدير الفني لمنتخب “الفراعنة”.
وتتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة الى أولى مباريات الدور ثمن النهائي والتي تنطلق اليوم الجمعة في تمام الساعة السادسة مساءًا بتوقيت القاهرة، الرابعة عصرًا بتوقيت المغرب على استاد السلام بمواجهه قوية تجمع منتخبي المغرب الملقب بـ “أسود الأطلسي” ونظيره البنيني الشهير بـ “السناجب”، فيما يشهد استاد القاهرة الدولي اللقاء الثاني والذي يجمع منتخبي أوغندا “الكركي أو الرافعات” ومنتخب السنغال “أسود التيرانجا” في تمام الساعة التاسعة مساءًا بتوقيت القاهرة، السابعة مساءًا بتوقيت جرينتش.
16 مدير فني نجحوا في قيادة منتخباتهم لهذا الدور، سجلت فيه فرنسا حضورًا قويًا ومؤثرًا، فيما استطاع المدرب الوطني فرض وجوده على هذا الدور، وتواجدت أمريكا اللاتينية بمدرب منتخب الفراعنة صاحبة الأرض والجمهور ومنظمة البطولة “المكسيكي” خافيير أجيري.
بسطت فرنسا بطلة النسخة الأخيرة من كأس العالم 2018 نفوذها ووجودها بـ 6 مدربين هم (نيكولا ديبوى “مدغشقر”، هيرفي رينارد “المغرب”، سباستيان ديسابر “أوغندا “، ميشيل دوسونجي “بنين”، فلورينت لبينجي “الكونغو الديمقراطية”، آلان جيرس “تونس”).
بينما جاء المدرب الوطني لمنتخبات “الجزائر، السنغال، كوت ديفوار، مالي، غانا”، فيما اكتمل عقد الفرق المتأهلة بـ خمسة مديرين فنيين منهم 4 من أوروبا (الإنجليزي ستوارت باكستير”جنوب أفريقيا”، الألماني جيرنوت روهر “نيجيريا”، الهولندي كلارنس سيدوف “الكاميرون”، البلجيكي بول بوت “غينيا”) وأخيرا “المكسيكي خافيير أجيري.
وفيما يلي نرصد لكم ” أبرز مدربى الدور “ثمن النهائي” لبطولة الكان 2019:
الفرنسي نيكولا ديبوى – المدير الفني لمنتخب مدغشقر “باريا”
فجر الفرنسي صاحب 51 عاما مفاجأة مدوية وحقق انجازًا غير مسبوق خلال المشاركه الأولى لمنتخب مدغشقر وبعد عامين فقط من توليه قيادة الفريق في عام 2017 ليسجل اسمه بحروف من نور.
ولم يكتف ديبوى بتواجد منتخب الـ “باريا” بالكان لأول مرة في تاريخه، ولكنه حقق إنجازًا غير مسبوق، بالصعود لدور الـ16 بعد تصدره للمجموعة الثانية عقب تغلبه على منتخب بوروندى 1-0، وتعادله مع منتخب غينيا 2-2، قبل أن يفجر المفاجأة بالفوز على منتخب نيجيريا صاحب الصولات والجولات الأفريقية والعالمية 2-0، ليؤكد انه الحصان الأسود للبطولة.
وجاءت تصريحات ديبوى بعد التأهل لدور الـ16 هادئه ومتزنة قائلًا : “إنه القدر، كنا نأمل فى التأهل للبطولة وتحقيق أول فوز فقط، لكننا الآن فى ثمن النهائى، شكرًا لكل اللاعبين»، وأضاف: «مازلنا أقزام بالنسبة لباقى المنتخبات، ولكننا سنحاول الوصول إلى أبعد حد».
ولم يكن هناك شيئا مميزا فى رحلته “ديبوي” سواء كلاعب أو مدرب، حيث قضى اغلب حياته لاعبًا في الدرجة الثانية والثالثة الفرنسي، وكمدرب لم يسجل حضورًا قويًا مع ايًا من منتخبات التصنيف الأول او الثاني قبل أن يتولى تدريب منتخب مدغشقر ويحقق به المفاجأة.
الفرنسي هيرفى رينارد – المدير الفني لمنتخب المغرب “أسود الأطلسي”
أكد “رينارد” أنه صاحب بصمة واضحة على أي منتخب يتولى قيادته، وسبق للفرنسي صاحب 51 عاما الفوز بالبطولة مع منتخبي “زامبيا” عام 2012، قبل أن يعاود الكرة مع منتخب كوت ديفوار عام 2015.
رينارد الذي تم تعيينه مديرا فنيا لـ«أسود الأطس» فى فبراير 2016 خلفا لبادو الزاكى، يعتبر المدرب الأبرز والأشهر داخل القارة السمراء، ارتبط اسمه بالعديد من المنتخبات لتولى تدريبها، لكنه اختار استكمال مسيرته مع المنتخب المغربى فى بطولة الأمم الأفريقية 2019.
وقاد رينارد لاعبيه للصعود لدور الـ16، بعد حصده العلامة الكاملة وفوزه فى الثلاث مباريات بدور المجموعات، ضمن منافسات المجموعة الرابعة التى ضمت معه كلا من “كوت ديفوار” فريقه السابق، وجنوب أفريقيا وناميبيا، وتغلب «أسود الأطلس» على المنتخب الثلاثة بنفس النتيجة 1-0.
وحصد الفرنسي العديد من الجوائز الفردية، وكان أبرزها حصوله على جائزة أفضل مدير فني فى القارة السمراء عام 2015 من الاتحاد الأفريقى، ويأمل رينارد بتحقيق إنجاز غير مسبوق بالفوز ببطولة أمم أفريقيا 2019، ليتوج بثالث بطولة أفريقية مع ثلاث منتخبات مختلفة.
“رينارد” الذي بدأ حياته الكروية كمدافع في نادي “كان” الفرنسي، والفتى المدلل لمواطنه الفرنسي الشهير “كلود لوروا”، وعمل مساعدا للمدرب المخضرم لمده طويلة، قبل أن يستقل ويبدأ مسيرته التدريبيه بالعديد من الأندية المغمورة، لكن بزوغ نجمه كان مع المنتخبات، حيث كان على موعد مع الصعود لمنصات التتويج في البطولة الأفريقية الأبرز مع منتخب زامبيا عام 2012 بعد عام من توليه قيادة الفريق، ثم كانت المفارقة هي بفوزه بنفس البطولة مع منتخب كوت ديفوار عام 2015 بعد عام واحد من توليه المسئولية كمدير فني، ليصبح بذلك أول مدرب يفوز بكأسين أفريقيين مع منتخبين مختلفين.
الفرنسي سباستيان ديسابر – المدير الفني لمنتخب أوغندا “الكركي”
تولى الفرنسي صاحب الـ 43 عاما قيادة منتخب أوغندا عقب استقالته من تدريب نادى الإسماعيلى المصرى، ونجح “ديسابر” فى قيادة منتخب “الكركى” للتاهل والوصول إلى أمم أفريقيا 2019.
تخطى المنتخب الأوغندى دور المجموعات بأداء متوازن، ومحققًا مفاجأة بالتأهل للدور “ثمن النهائي” مع منتخب الفراعنة ومتجاوزًا منتخب الكونغو الذي كانت اغلب الترشيحات تصب في صالحه للتأهل للدور التالي، وتمكن الفرنسى من احتلال المركز الثانى، بعد التعادل مع منتخب زيمبابوى 0-0، فيما تغلب على منتخب الكونغو الديمقراطية 2-0، وسقط أمام المنتخب المصرى 0-2، ضمن مباريات المجموعة الأولى.
وبدأ المدرب “ديسابر” مسيرته التدريبية وهو فى الـ28 من عمره، كمدرب مساعد فى دورى الهواة الفرنسى، ثم تم تنصيبه مشرفًا على قطاع الناشئين، واختير كأفضل مدرب فى دورى الهواة الفرنسى عام 2008.
تولى ديسابر تدريب العديد من الأندية، كان أبرزها نادى أسيك أبيدجان الإيفوارى، القطن الكاميرونى، ودبى الإماراتى، وريكرياتيفو الأنجولى، والوداد البيضاوى المغربى، والإسماعيلى المصرى، كما تولى منصب المدير الرياضى بنادى الترجى التونسى، قبل أن يتم تعيينه مديرا فنيا للنادى.
حصد ديسابر العديد من البطولات في الدوريات الأفريقية مثل الدورى وكأس السوبر الأنجولى، والدورى التونسى، والدورى الكاميرونى، والكأس والسوبر الإيفوارى.
الجزائري جمال بلماضى – المدير الفني لمنتخب الجزائر “محاربي الصحراء”
سجل المدير الفنى الوطني للمنتخب الجزائري حضورًا قويًا ولافتًا للأنظار خلال بطولة الأمم الأفريقية في نسختها الأخيرة بمصر، المدرب الجزائري صاحب الـ 43 عاما تم تعيينه مديرا فنيا لـ “محاربى الصحراء” فى أغسطس 2018، قادما من نادى “الدحيل القطري”، بعقد يمتد حتى كأس العالم 2022، خلفا للأسطورة الجزائري “رابح ماجر” – (الذي أطلق عليه لقب صاحب “الكعب الذهبي” بسبب هدفه في مرمى فريق بايرن ميونيخ” بنهائي دوري أبطال أوروبا 1988 وأحرز معه الكأس وحصد لقب هداف البطولة وخامس أفضل لاعب عربي وأفريقي خلال القرن العشرين) – والذى أقيل من منصبه بعد عام من توليه المسئولية بسبب سوء النتائج .
بلماضي الذي بدأ مسيرته كلاعب خط وسط في فريق “PA Champigny” أحد أندية الدرجة الثانية الفرنسية، كما سبق له اللعب للعديد من الأندية الأوروبية التي كان أبرزها باريس سان جيرمان وأوليمبيك مارسيليا وسيلتا فيجو الأسباني وساوثهامبتون ومانشيستر سيتي، ثم بدأ حياته كمدرب في بتدريب منتخب قطر الاحتياطي لكرة القدم لمدة عام واحدة وفاز معه ببطولة “اتحاد غرب آسيا لكرة القدم” في انجاز تاريخي له ولقطر، لتوكل إليه مهمة تدريب منتخب قطر الأول وفاز معه أيضًا بـ “كأس الخليج العربي”، وعقب خروجه بمنتخب قطر من الدور الأول في بطولة كأس آسيا 2015، يتولى قيادة فريق “الدحيل” القطري وفاز معه بالعديد من الجوائز منها دوري نجوم قطر “2017 و2018″، كأس أمير قطر “2016 و2018″، وكأس قطر عام 2018، ليكون أول مدرب في تاريخ قطر يحقق هذه الثلاثية، مما جعله أحد أفضل المدربين في تاريخ قطر.
ووقع اختيار الاتحاد الأفريقى لكرة القدم “كاف”، على “بلماضى” كأفضل مدرب فى مرحلة المجموعات من بطولة الكان 2019، بعدما حقق العلامة الكاملة وحصد الـ 9 نقاط بثلاثة انتصارات مقنعة خططًا وأداءًا، وتمكن لاعبوه من تسجيل 6 أهداف، بدأوها بثنائية في شباك المنتخب الكيني، وهدف في شباك “أسود التيرانجا”، ثم سحقوا “ملوك الطوائف” كما يلقب المنتخب التنزاني بثلاثية دون رد.
وحافظ “محاربي الصحراء” على نظافة شباكهم خلال هذا الدور، بفضل الخطة المتوازنة التي وضعها “الثعلب الجزائري” وتمكن من خلالها من الحفاظ على صدارة المجموعة الثالثة التي ضمت معه كلا من “كينيا، والسنغال، وتنزانيا”.