مقالات

الكاتب الصحفى رائد عزاز يكتب لسبورت نيوز : أحوالنا الكروية فى أغنية

منظومة الكرة المصرية عاشت خلال الأسابيع الماضية أحداثا هزلية درامية ذكرتني بكلمات القصيدة الإبداعية (هنا القاهرة) للشاعر الراحل سيد حجاب الذي سطرها من أجل إبراز المتناقضات داخل مدينتنا الساحرة الساخرة الساترة السافرة , لكنه دون أن يقصد رصد لنا أيضا بنفس الأبيات مضحكات و مبكيات القيادات الرياضية التي تدير شؤون اللعبة الشعبية بالمحسوبية و العشوائية .

— (هنا الحب و الكدب و المنظرة , نشا الغش في الوش و الأفترا) : هذا المقطع ينطبق تماما علي هاني أبو ريدة الوحيد -تقريبا- الذي نجي من حركة تطهير فيفا و نجح بأكتساح في إنتخابات رئاسة إتحاد الكرة بأعتباره الفارس المنتظر الذي سيعدل الأوضاع و ينقلنا إلي العالمية بفضل خبرته و علاقاته لكننا فوجئنا به يتبع نفس سياسة المحسوبية و يدافع لأخر نفس عن الفاسدين داخل الجبلاية مثل الأخوين هواري المحبوسين حاليا بتهم عديدة , و يتجاهل عمل معظم أعضاء مجلسه الموقر بوسائل الإعلام و هو مايخالف بشكل فاضح مهام وظيفتهم الأساسية في الأتحاد , فضلا عن سكوته المريب عن تجاوزات رئيس الزمالك و بلطجة مجدي عبد الغني!… كنا ننتظر ثورة تصحيح بعد فضيحة نتائج و معسكر منتخبنا في المونديال , لكن القرار الوحيد كان إعفاء إيهاب لهيطة المدير الإداري من منصبه ثم إعادته إليه بعد شهرين حين هدأت الأمور!….أبو ريدة لم يتكلم عن إقالة عمرو فهمي بفرمان ديكتاتوري من صديقه أحمد أحمد و لم يتحرك لحل مشكلة منع الجمهور من حضور اللقاءات المحلية و لم يكن له دور ملموس في مساندة الفرق المصرية خلال مواجهاتها الأفريقية … أبن بور فؤاد (ممشيها) بالحب و المنظرة و لا يتصدي أبدا ل الكدب و الغش و الأفترا.

— (هنا القرش و الرش و القش و السمسرة): هذه الحقيقة المؤلمة أستغلها ترك أل الشيخ ليفرض نفوذه علي ساحة الكرة المصرية بعد أن أشتري ولاء كثيرين من أفراد المنظومة بالأموال الطائلة التي لا نعلم حتي الأن مصدرها أو الهدف الحقيقي من ضخها بهذا البذخ الشديد!….هذا الرجل لا يحمل جنسيتنا و أعلن بوضوح عن إنسحابه من الأستثمار الرياضي في بلادنا بعد أن باع رسميا نادي بيراميدز و أغلق قناته الفضائية , فضلا عن أنه صار مكروها من قطاع جماهيري كبير و رغم ذلك نراه مازال مصرا علي أن يدخل و يتداخل في كل شيء بطريقة لا تقل (بجاحة) عن تصريحاته الأستفزازية التي تشبه (كيد النسا)!….دعوني أتوجه إليه ببعض الأسئلة التي أرجو أن يجيب عليها بلغة عربية سليمة- بأعتباره شاعر- و ليس بمصطلحات (تويتاته) المليئة بالأخطاء الإملائية و المعاني الهلامية : هل الأستثمار الرياضي في مصر مغري و مربح إلي تلك الدرجة التي تجعلك تتحمل كل تجاوزات الجمهور- أنا أرفضها شكلا و موضوعا- في حقك و حق والدتك رحمها الله؟…لماذا لا تعلن بصراحة و بالتفاصيل و الأدلة عن سبب خلافك مع رئيس النادي الأهلي؟….ماهو المصدر الشرعي ل المليارات التي تنفقها عندنا دون حساب أو رقيب؟… هل الهدف من تواجدك في بلدنا رياضي فقط أم هناك أغراض و أبعاد أخري؟…. في أنتظار الرد ياوزير الرياضة السابق.

— (هنا الضد بالضد باب و أستبد , ماتعرف مرارنا هزار و لا جد ): مرتضي منصور الذي يطلق علي نفسه (الأسد الدكر) هو أوضح الشخصيات في منظومتنا الرياضية علي مدار تاريخها و كان سيستحق لقب الأقوي و الأفضل لولا تجاوزاته اللفظية و تحكمانه الديكتاتورية… لم أكن أبدا من دراويشه أو المؤيدين لأسلوبه لكن الواقع يؤكد أنه نجح تقريبا في كل معاركه و فرض كلمته علي الجميع سواء بالوعد أو الوعيد…مواقفه و علاقاته تتغير من الضد إلي الضد بسرعة رهيبة…الأستبداد بالرأي هو سياسته الوحيدة التي لا يرضي عنها بديلا و هو في ذلك يشبه محمد علي الذي حكم البلاد و العباد بالحديد و النار لكنه في نفس الوقت حقق نهضة غير مسبوقة….الجميع يتابع لقاءاته التليفزيونية و تصريحاته الإعلامية التي يختلط فيها الهزار بالجد…مرتضي دايما منصور لأن الكل أمامه إما ملطوط أو مكسور.

— (ياضحكة حزينة…يا طايشة و رزينة) : أعترف بحبي الشديد ل محمود الخطيب ( اللاعب و الإنسان) و أقر ب تأييدي له خلال الأنتخابات و أحتفالي بنجاحه علي الهواء مباشرة من خلال شاشة صدي البلد , لكن الأيام و الأحداث أثبتت أنني لم أكن علي صواب كامل في موقفي و رغبتي تجاه تقلده رئاسة النادي الأهلي….النجم الكبير تورط في تلقي تبرعات من المستشار السعودي من أجل الصرف علي الدعاية لحملته , و هو ما أجبره علي تسديد الفاتورة بتعيينه رئيسا شرفيا للقلعة الحمراء دون أن يتأكد من صدق نواياه و سلامة أفكاره , فكانت الطامة الكبري التي وضعته هو و النادي في حرب شرسة سلاحها الأول النفوذ و ضعاف النفوس…الكابتن القدير أنفرد وحده بإدارة ملف كرة القدم , أختار بنفسه الأجهزة الفنية و الصفقات فكانت النتيجة هي تراجع النتائج و أهتزاز المستوي….بيبو يمتلك خبرات إدارية لكنه لا يتمتع برؤية قيادية تنير بصيرته عند إتخاذ القرارات المهمة و هو ما أدي إلي أهتزاز صورته و تصاعد نبرة الأحتجاجات ضده بل و التشكيك في مدي صلاحيته للجلوس علي كرسي رئيس النادي الأهلي العريق…الخطيب الأن هو ضحكة حزينة لعشاقه و محبيه.

— (حياتنا هنا حارة سد و سؤال ماله رد , و لا حد خد باله من أي حد): عبارة جامعة مانعة تصف حال عامر حسين رئيس لجنة المسابقات , الذي لا يعرف بداية الدوري من نهايته في ظل المستجدات و التأجيلات ..لن أقسو عليه بكلمات غاضبة لأنه ك مسؤول مش مسؤول عن هذا العك في حارتنا السد!.

— (يازينة جنينة حياتنا اللعينة , بأحبك بأحبك يابنت اللذينا) : كنت أعتقد أن قطاع واسع من المصريين – خصوصا الشباب- أبتعد عن مشاهدة المباريات المحلية و أتجه إلي متابعة البطولات الأوربية , لكني أكتشفت أن هناك شريحة كبيرة مازالت تحرص علي تشجيع أنديتنا الشعبية و منتخباتنا الوطنية , مما يؤكد أن الكرة المصرية ستظل باقية داخل قلوب جماهيرها الوفية.

admin

رئيس مجلس ادارة موقع سبورت نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق