السيرة الذاتية للمدير الفني الجديد لمنتخب “الفراعنة”

ساعات قليلة ويسدل الستار على أسم المدير الفني الجديد لمنتخب الفراعنة، تلك القضية التي شغلت الرأي العام الرياضي، في أعقاب “السقوط الكبير” أمام منتخب الاولاد، ببطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة التي نظمتها مصر، وودعت علي إثرها المنافسات من دور الستة عشر، بأداء فني هو الاسوأ طوال تاريخ مشاركاتنا الأفريقية، في ظل قيادة فنية لمدرب أثار اختياره الكثير من اللغط، فيما صاحبت إقالته عاصفة من التساؤلات، جراء الاتهامات المتبادلة بينه وبين مسئولي “الجبلاية”، لتكون الإقالة والاستقالة هي الحل الأمثل لهذا المشهد العبثي.
وعلى النقيض جاء إنجاز شباب كرة اليد بسواعد مصرية خالصة، ليأتي التكريم والاحتفاء على قدر الإخلاص والعرق، ليعيد الرئيس “السيسي” الأمور لنصابها الطبيعي، ويعلنها صراحة وبلا مواربه، على هامش احتفائه بالمنتخب البرونزي، بأن المرحلة القادمة ستكون للمدرب الوطني.
ليبدأ ماراثون التوقعات عن هوية المدير الفني الجديد، ويفاضل الاتحاد المصري بين خمسة أسماء، تعد هي الأفضل على الساحة، من حيث الكفاءة والقدرات والشخصية.
في هذا التقرير تستعرض “سبورت نيوز” السيرة الذاتية للأسماء المرشحة، لتولي القيادة الفنية للمنتخب الوطني..
“المعلم”
حسن شحاتة البالغ من العمر 72 عاما، ظهر مع الزمالك للمرة الأولى موسم 66، وتعلقت به الجماهير عندما أحرز “ثلاثية” في أول مشاركاته مع الفريق الأبيض، قبل أن تتوقف المسابقة لظروف الحرب، لينتقل إلى نادي كاظمة الكويتي، الذي شهد ميلاده الحقيقي كلاعب فذ، ليحصد معه العديد من البطولات، وكان أبرزها حصوله على لقب أفضل لاعبٍ في آسيا عام 1970، كأول لاعب يفوز باللقب خارج قارته.
وفي العام التالي يعود “شحاته” للزمالك، ليشارك خلال الفترة من 1971 – 1978، في الفوز بأربع بطولات “1 دوري و3 كئوس”، واحرز 88 هدفا خلال جميع مشاركاته، ليحصل علي جائزة أفضل لاعب عام 76، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 80.
شارك في 70 مباراة بألوان المنتخب، واختير كأفضل لاعب ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 74.
فور اعتزاله عام 83 اتجه للتدريب، ليحقق العديد من الانجازات مع الأندية المصرية والعربية، ويصعد بثلاثة فرق من دوري الدرجة الأولى للممتاز خلال الفترة من 1996 – 2000.
ليحصل على فرصته التدريبية الأولى مع المنتخبات، حينما تولى القيادة الفنية للشباب، ونجح في إحراز بطولة أفريقيا عام 2003 ببوركينا فاسو، ليمثل القارة السمراء ببطولة كأس العالم، وينجح في لفت الأنظار كمدرب حينها، بعدما قاد شباب الفراعنة لتحقيق الفوز على منتخب انجلترا، ليصعد لدور الستة عشر، ويؤدي مباراة تاريخية، تعادل فيها مع التانجو الأرجنتيني طوال الوقت الأصلي 1/1، ليخسر في الوقت الاضافي ويودع البطولة.
ثم كانت مغامرته الكبيرة مع نادي المقاولون، الذي كان لا يزال ضمن فرق دوري الدرجة الثانية، مسجلاً أول سابقة في تاريخ المسابقات المحلية عام 2004، بعد نجاحه في الفوز ببطولتي الكأس علي حساب الأهلي، والسوبر على حساب الزمالك.
ليأتي التتويج الكبير والإنجاز الأبرز، حينما تولى القيادة الفنية للفراعنة خلفا لماركو تارديلي، في الفترة من 2004 – 2011، قادهم خلالها لإحراز كأس الأمم الأفريقية لثلاثة مرات متتالية أعوام 2006، 2008، 2010، كأول مدرب يحقق هذا الرقم القياسي، ويصعد بالمنتخب المصري إلى المركز التاسع في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، كثاني أفضل تصنيف لمنتخبات أفريقيا.
كما حصل على جائزة الكاف لأفضل مدرب عام 2008.
بالإضافة لتصنيفه كأفضل مدرب في أفريقيا عام 2010، من قبل الاتحاد الدولي لتأريخ وإحصاءات كرة القدم، واختياره ضمن أفضل 5 مدرِّبين في تاريخ القارة السمراء.
“الرحالة”
حسام البدري، ابن المدينة الباسلة المولود عام 1960، انضم لمدرسة الكرة بالنادي الأهلي عام 78، بناء على ترشيح الكابتن (فتحي نصير)، وظهر مع الفريق الأول موسم 1979/1978، ليفوز مع الشياطين الحمر بعشرة بطولات “4 دوري، 3 كئوس، 3 بطولات افريقية، خلال 124 مباراة خاضها بالزي الاحمر، قبل أن يعلن اعتزاله مبكرا، بسبب الإصابة بالرباط الصليبي والتي أنهت مشواره كلاعب عام 1987.
عمل بعد اعتزاله كمدرب بقطاع الناشئين بالأهلي، ثم انضم للجهاز الفني للفريق الأول موسم 2001-2002، اثناء الولاية الأولى للداهية البرتغالي مانويل جوزيه، ثم تولى منصب المدرب المساعد مع الهولندي جو بونفرير موسم 2002–2003، والبرتغالي توني أوليفيرا موسم 2003–2004، وظل مساعدا خلال الولاية الثانية لمانويل جوزيه، قبل أن يتم تعيينه مديرًا للكرة بعد وفاة ثابت البطل.
لتأتيه الفرصة على طبق من ذهب عام 2009، بعد الرحيل المفاجئ للمدرب البرتغالي نيلو فينجادا، قبل خوضه لأي مباراة رسمية مع الفريق، ليثبت البدري قدرته على تحمل المسئولية، ويفوز بلقبي الدوري والسوبر المحلي، قبل أن يتقدم باستقالته في نوفمبر 2010، في أعقاب الهزيمة من الدراويش بثلاثية.
ليحمل عصاه إلى الجنوب، وينجح مع المريخ في تحقيق الفوز ببطولة الدوري السوداني موسم 2011.
ثم يعود للقاهرة ليقود انبي خلفا للمدرب مختار مختار، ومنه للقلعة الحمراء مرة أخرى موسم 2012، ليرحل لقيادة المنتخب الأوليمبي عام 2013، خلال التصفيات الأفريقية المؤهلة لاوليمبياد بكين، ولكنه يفشل ويغادر البطولة من أدوارها التمهيدية، بعدما تذيل مجموعته.
ليتجه هذه المرة غربا، وتحديدا إلى أهلي طرابلس الليبي، ومنه للأهلي المصري مرة ثالثة، خلفا للهولندي مارتن يول، ليحقق الدوري موسم 2017/2016، والكأس” موسم 2017، قبل أن يخسر النهائي الأفريقي أمام الوداد المغربي، بمجموع المباراتين بنتيجة 1/2، ليقدم استقالته عام 2018، لسوء النتائج، وكثرة المشاكل مع نجوم الفريق، بعدما حقق 9 بطولات للمارد الأحمر “3 دوري، 1 كأس، 3 سوبر محلي، 1 دوري ابطال، 1 سوبر أفريقي”.
“الهادئ”
إيهاب جلال مدافع الشمس والاسماعيلي والمصري والقناة السابق، البالغ من العمر 51 عاما، بدأ مسيرته الكروية مع نادي الشمس، قبل أن ينتقل لصفوف الدراويش ويلعب بألوان برازيل مصر لأربعة مواسم، خلال الفترة من 1995 – 1999، قبل أن انتقاله للمصري البورسعيدي في الفترة من 1999 – 2003، لينتقل بعدها لفريق القناة ويعلن اعتزاله موسم 2004.
ليبدأ بعدها مسيرته التدريبية، التي بدأت كمدير للكرة بالنادي المصري 2004، مرورا بالاسماعيلي موسم 2010.
وفي نفس الموسم، قرر أن يتولي دفة القيادة الفنية، وكانت البداية مع كهرباء الإسماعيلية في دوري الدرجة الثالثة، مرورا بفرق الحمام وبلدية المحلة وكفر الشيخ وتليفونات بني سويف.
ثم كانت أهم محطاته التدريبية مع مصر المقاصة، عام 2014، ليحقق أبرز إنجازاته، خلال الموسم الثالث له مع الفريق، بعدما احتل وصافة الدوري الممتاز، ليتأهل لبطولة دوري أبطال أفريقيا لأول مرة في تاريخه، ولكنه يغادر سريعا نظرا لقله خبرات لاعبيه، ليقدم اعتذاره عن الاستمرار مع الفريق في 2017، بعدما قاده في 104 مباراة حقق الفوز في 51 منها، وتعادل في 27، ونال الخسارة في 26 لقاء.
ليخوض تجربة قصيرة مع الزمالك موسم 2018، استمرت ل 17 مباراة.
“العميد”
حسام حسن ابن منطقة حلوان البالغ من العمر 53 عاما، واحد من أبرز اللاعبين على المستوى العربي والأفريقي، وأحد الهدافين التاريخيين للمنتخب المصري، برصيد 83 هدفًا، كصاحب أعلى سجل تهديفى دولي في القارة السمراء، والثالث في تاريخ اللعبة بعد المهاجم الإيراني علي دائي، والمجري فيرنيك بوشكاش، والثاني على مستوى المشاركات الدولية برصيد 170 مباراة، وأحد اعضاء نادي المائة، ب 176 هدفًا، جاء ضمن قائمة أفضل 1000 لاعب شاركوا بكأس العالم، على مر تاريخه، وواحد من المهاجمين القلائل الذين سجلوا للقطبين.
بدأ مسيرته الكروية مع الأهلي عام 1984، قبل أن يتجه للاحتراف بنادي باوك اليوناني عام 1990، ومنه إلى نيوشاتل السويسري، ليسجل معه رباعيته التاريخية في مرمى سيلتك الاسكتلندي ببطولة كأس الاتحاد، كواحد من أربعة لاعبين فقط، نجحوا في تسجيل أربعة أهداف خلال مباراة واحدة، بجميع المسابقات الأوروبية.
لتستمر مسيرته الناجحة بأوروبا، ويسعى نادي لاتسيو الإيطالي للتعاقد معه، إلا أنه يفضل العوده لبيته، الذي كان يمر بفترة “السنوات العجاف”، ليدافع عن الوانه من 2000/1992، قبل أن ينتقل في إعارة قصيرة لنادي العين الإماراتي.
لتأتي فترة التحول في علاقته مع الأهلي، حينما انتقل للغريم التقليدي ليلعب ضمن صفوفة لأربعة مواسم من 2004/2000، ويساهم في دخول العديد من الألقاب لدولاب بطولات أبناء ميت عقبة.
ليلعب بعدها لثلاثة أندية بالدوري المحلي خلال الفترة من 2007/2004، وهي المصري والترسانة والاتحاد، حاصدا ل 36 لقبا مع الأهلي والزمالك.
وعلى مستوى المنتخب حفر أسمه بحروف من نور، وساهم في الفوز الفراعنة بخمسة ألقاب، طوال 21 عاما دافع فيها عن الوان العلم المصري.
ساهم بشكل كبير في صعود مصر لكأس العالم عام 1990، بهدفه الشهير في مباراة الجزائر، كما كان سببا في الهدف الوحيد لمصر خلال هذه المشاركة العالمية، بضربة الجزاء التي احتسبت له خلال مباراة هولندا، وسجل منها مجدي عبدالغني هدف التعادل.
كان عنصرا مؤثرا في فوز مصر، بذهبية الألعاب الافريقية عام 1991، وكأس العرب عام 1992، بهدفه العالمي الذي أحرزه بضربة خلفية مزدوجة في المباراة النهائية أمام المنتخب السعودي.
كما قاد الفراعنة لإحراز كأس الأمم الأفريقية عام 1998 ببوركينا فاسو، بعدما فاز برهان جنرال الكرة المصرية، محمود الجوهري، حاصدا لقب هداف البطولة، برغم الانتقادات اللاذعة التي صاحبت انضمامه للمنتخب، بسبب اصابته بغضروف الرقبة، وتذبذب مستواه في تلك الفترة.
عميد لاعبي العالم عام 2001، ب 151 مباراة دولية، وأكبر لاعب يسجل في تاريخ البطولات الأفريقية، ببطولة 2006 التي نظمتها وفازت بها مصر.
وعلى المستوى التدريبي للأندية، كانت أكبر إنجازاته، الوصول بالنادي المصري للدور قبل النهائي للبطولة الكونفدرالية قبل وداعها عقب الخسارة برباعية قاسية أمام فريق فيتاكلوب الكونغولي.
وعلي مستوي المنتخبات تولي العميد تدريب منتخب الأردن في يونيو 2013، وساهم في تأهله إلى الملحق النهائي المؤهل لكأس العالم، بعد الفوز على اوزبكستان، إلا أن “النشامي” وقع في طريق أوروجواي، أول بطلة عالم عام 1930، ليخسر المباراة الأولى على ملعبه بخماسية نظيفة، فيما حقق التعادل بمباراة العودة علي ملعب سنتيناريو.
قاد الأردن للصعود لكأس آسيا للمرة الثالثة في تاريخها عام 2015، دون أي هزيمة خلال التصفيات، لتحقق أفضل ترتيب لها بين المنتخبات على مستوى العالم.
“مورينيو المصري”
طلعت يوسف ابن محافظة الإسكندرية المولود في 21 يناير 1955، وواحد من أبرز لاعبي الفريق الساحلي، ساهم في فوزه ببطولة كأس مصر موسم 1976، بهدفه الشهير خلال المباراة النهائيه ضد الأهلي، والذي طار فيه حذائه ليسقط على بعد ياردات من المرمى.
تولى العديد من الفرق، مثل تليفونات بني سويف، الاتحاد السكندري، طلائع الجيش، بتروجيت، المصري البورسعيدي، ولكن تظل فترة ولايته الفنية لنادي اتحاد الشرطة هي الأبرز خلال مسيرته التدريبية بالدوري المحلي، بعدما قاده للوصول للمربع الذهبي للدوري.
فيما كانت آخر تجاربه بالدوري المحلي مع فريق مصر المقاصة، وتولى منصب المدير الفني في فبراير 2018 خلفا لعماد سليمان، وقاد الفريق الفيومي في 42 مباراة بمختلف البطولات المحلية، حقق الفوز في 19 مباراة وتعادل في 9، ونال الهزيمة في 14 لقاء، احتل بهم المركز الخامس برصيد 40 نقطة، قبل أن يتقدم باستقالته.
وخارج مصر وصل بنادي أهلي طرابلس، للدور ربع النهائي لبطولة أفريقيا أبطال الدوري 2017، في أكبر إنجازات الفريق الليبي، وواحدة من مفاجآت البطولة، بعدما احتل وصافة مجموعته خلف اتحاد الجزائر، وصعد على حساب الزمالك وكابس يونايتيد، بعدما تعادل مع أبناء ميت عقبة ذهابا وإيابا، قبل أن يودع البطولة أمام النجم الساحلي، بمجموع المبارتين 2/0.