اعلام ” الفانله”

محمود عبد الكريم
أصبحت الكتابة فى مصر مؤخرا ضربا من المستحيل بعد أن أصبح العالم كله مرتبط ببعضه عبر شبكة عنكبوتيه والنقد أما لمصلحة ترتجى وإما لهدف يراد الوصول اليه وليس للبناء والنهوض خاصة بعد أن أصبح الإعلام مهنة من لا مهنة له وكلما استطاع أحدهأن يجمع شوية إعلانات يمكن ان يتحفنا بخلقته ساعة أو نص ساعة حسب اعلاناته وحسب الفائدة التى يجنيها منه صاحب القناة لذا فإن الكتابة والنقد اصبحا لصاحبها كمن يسير على حد السيف
ولكن رغم خطورة أن تكتب أو تنتقد فى هذه الايام الا أن هناك امور لابد من التصدى لها خاصة عندما يكون بطلها شخصا خرج من وقاره ونفض عباءة الرصانة وتحول الي شخص آخر يفعل أي شيء مقابل المال وكنموذج فج لما أقول يأتى اللواء السابق مدحت شلبي صورة فجة للإبتذال والسقوط المهنى فبعد أن نفض عنه صفة الدشرطية ومضى فى مجال آخر مفتوح لكل من هب ودب وهو الاعلام
فالإعلام أصبح مرتعا لكل أرزقى لايجد مجالا يتكسب منه حتى أن كليات الاعلام الآن أصبحت تخرج عواطلية لا مكان لهم فى اي صحيفة أو تلفزيون
فلاعبى الكرة الان يعتزلون وأماكنهم فى الاعلام محفوظة من محللين ومذيعين ومقدمى برامج
وفى أوقات الفراغ ممكن استضافتهم كضيوف على البرامج المسماة توك شو وهى برامج رغى لاتغنى و لاتسمن
والحقيقه أن اللواء السابق الذى أحترف التعليق حقق نجاحا ملفتا فى وصفه للمباريات بصوته الاجش وتعبيراته الغريبة ونافسه فى ذلك حارس مرمى الاهلى الاسبق أحمد شوبير
حتى أصبح السباق بينهما والإنتقال من قناة لقناة أسهل من أنتقال العصفور على الشجرة من غصن الي آخر
وبدأنا نسمع عن الملايين التى يتقاضاها الاعلامين الجدد الذين أحتكروا الاعلام الرياضى لأنفسهم حتى أختفى النقاد الرياضيون الا قليلا مثل محمود معروف او المستكاوى الذى استطاع ان يكسر المحظور ويدخل وسط نجوم الكرة محللا وضيفا رغم أنه صحفى
ويبقى الكابتن مدحت شلبي حالة خاصة بعد أن تنقل بين كل القنوات وانتهى به المطاف مطرب إعلانات كلوتات وشرابات وبيجامات بلا خجل وبلا اي اندهاشة على مبدأ كله يهون فى سبيل الفلوس وجمع الملايين
لقد هبط مدحت شلبي بمستوى المشتغلين بالرياضة أو الذين أشتغلو فى السلك الشرطى الى مستو غير مقبول تماما بعد أن ظهر على الشاشات يغنى للفانلة والشراب واللباس
وقد يكون مقبولا أن يتحول المعلق الشهير الي مغنى وفتى إعلانات كما يهوى ويقبل على نفسه لكن من غير المقبول أن يتفوه المعلق الذى تجاوز السبعين من عمره بألفاظ ومعانى جنسية كنوع من الاسقاط على هدف سجله لاعب فى مرمى الخصم حتى أن الصغار من المشاهدين لمثل هذه المباريات تساءلوا فى براءة ماذا يقصد عمو مدحت
الحقيقة أن عمو مدحت مؤخرا أصبح out of control تماما سواء فى تعليقه علي المباريات أوالتحول الى فتى اعلانات جول فرح بشبابه السبعينى
وللتعليق والمعلقين مقالات أخرى