أشرف توفيق: نحتاج “ثمانية” أعوام لإحراز ميداليات “عالمية”

كتب: أحمد فتحي
جاء إنجاز شباب كرة اليد بإحراز برونزية كأس العالم الأخيرة، بمثابة الحجر الذي حرك مياهًا راكدة، ليفتح بابًا واسعًا للتساؤلات، ويقتحم ملفًا شائكًا للرياضة المصرية، طارحًا السؤال الذي يتبادر لذهن الجميع.. ما الذي يمنع بقية الألعاب من تحقيق نفس الإنجاز؟
وبدورنا حاولنا أن نفتح حوارًا مع المتخصصين، لمعرفة أسباب التراجع، الذي تعاني منه أغلب الألعاب الجماعية، لإلقاء الضوء على سبل العلاج والنهوض.
وتوجهت “سبورت نيوز” حاملة تساؤلاتها لـ “أشرف توفيق” المدير الفني لكرة السلة بالنادي الأهلي، فكانت هذه السطور..
– بوصفك واحدًا من أهم مدربي كرة السلة المصرية، وصاحب تاريخ طويل مع البطولات والإنجازات محليًا وعربيًا وأفريقيًا، ماهي العقبات التي تحول دون نجاح المدرب الوطني؟
هناك بعض العقبات التي تحول دون نجاح المدرب الوطني ، واغلبها تكون إدارية بعيدًا عن الفنيات، يأتي على رأسها عدم توفير الإمكانيات المادية اللازمة، لتجهيز فترة إعداد كافية ومعسكرات خارجية، بما يتيح الإحتكاك بمنتخبات الصفوة والتصنيف الأول، على أن يكون من ضمن الطاقم الفني، متخصص أحمال على درجة عالية من الكفاءة، وآخر لتحليل بيانات اللاعبين، والأهم أن تكون مدة التعاقد كافية فلا تقل عن عامان، لتحقيق الاستقرار الكافي، بما يضمن تحقيق الأهداف.
-كيف استقبلتم كلمات الرئيس التي أكدت أن المدرب الوطني هو رجل المرحلة القادمة؟
بالتأكيد شعرت بالفخر والسعادة ، فكلمات الرئيس اثلجت صدورنا وردت اعتبارنا، وأعادت للمدرب المصري سمعته وقيمته التسويقية في منطقة الخليج وشمال أفريقيا، في ظل أجواء كانت طاردة من قبل، بسبب بعض العقليات التي كانت تحكم الرياضة المصرية، والذين جاءت بهم الصناديق الانتخابية، وأعطتهم جمعياتها العمومية حق الإدارة، فجاء أداؤهم مغايرًا ومخيبًا للتوقعات، وأداروها وكأنها تركة خاصة، من خلال التشكيك في قدرات وكفاءة المدرب الوطني، وإبعاده عن صدارة المشهد لصالح البديل الأجنبي، الأقل منا في المستوى.
– هل يمكن تكرار انجاز كرة اليد بباقي الألعاب الجماعية؟
طبعا قابله للتكرار، فقط لو توافرت البيئة المناسبة للنجاح، على مستوى الإدارة والتخطيط والإمكانات المادية.
– لماذا تنجح اتحادات بعض الألعاب دون غيرها؟
بسبب قدرتهم على توفير الدعم، وأرى أن أي اتحاد غير قادر على تسويق لعبته، فعليه الرحيل وإفساح المجال لغيره.
– ماهي الإشكالية من وجهة نظرك؟
الإشكالية هنا أن نجاحات اغلب اتحاداتنا الرياضية، نتاج طفرات فنية لبعض الأجيال، التي تغلبت على كل المعوقات الإدارية، بفضل امتلاكها لمهارات وقدرات إستثنائية، وهو ما حققه الجيل الذهبي للفراعنة في كرة القدم على سبيل المثال، عندما أحرز ثلاثيته التاريخية، وهو ما يصعب تكراره حاليًا، بإستثناء إتحاد كرة اليد وبعض الألعاب الفردية، التي تعمل وفق آلية واضحة، وخطط ومنهج له هدف ثابت لا يتغير بتغير الأشخاص.
– ما هي الخطوات اللازمة حتى نضع كرة السلة على طريق العالمية؟
توفير الإمكانات المادية اللازمة لإعداد اللاعبين، بالاضافة لإختيار جهاز فني على مستوى عال من الكفاءة، وتوفير مشاركات واحتكاكات دولية مع منتخبات مصنفة عالميًا، والأهم هو التخطيط لمسابقاتنا المحلية بالشكل المعمول به عالميًا، وبالتنسيق مع الجهاز الفني، مما يعود بالإيجاب على مستوى اللعبة.
– لماذا سبقتنا بعض الدول الأفريقية؟
لاعبي الدول الأفريقية بنيتهم وتكوينهم الجسماني يختلف عن لاعبينا، ولا أبالغ إذا قلت أنهم يمتلكون قدرات بدنية خارقة، وبدأوا في التخطيط للعبة منذ سنوات، والآن هم يحصدون النتائج.
– وهل فتح باب الاحتراف هو الحل للإرتقاء بمستوى اللعبة؟
بالطبع لا، ففتح باب الإحتراف دون قيد أو شرط يضر بالمنتخب الوطني، ولو كنت رئيسًا للإتحاد لأصدرت قرارًا، بمنع الإستعانة باللاعبين المحترفين في بعض المراكز، مثل صانع الألعاب، لأنه يؤثر بالسلب على فرص لاعبينا، أسوة بما حدث في كرة القدم، حينما صدر قرار بمنع الإستعانة بالمحترفين في مركز حراسة المرمى عام 2010.
– ماهي الفترة الزمنية التي تحتاجها السلة المصرية للوصول لمنصات التتويج؟
الوصول لمنصات التتويج وتحقيق ميداليه قارية يحتاج لفترة زمنية كافية للإعداد لا يمكن أن تقل بحال من الأحوال عن ثلاثة أعوام، لتأهيل اللاعبين خلالها والوصول بهم لمستوى يمكنهم من تخطى قدرة منافسيهم، فيما يحتاج تحقيق نفس الأمر على المستوى العالمي مجهودًا أكبر، والعمل على مراحل سنية أصغر، لفترة لا تقل عن ثمانية أعوام من الآن.
– هل معنى ذلك أن تحقيق الإنجاز يبدأ من قطاع الناشئين؟
بلا شك، فقطاع الناشئين مهم جدًا، ولكنه يحتاج للعين الخبيرة، القادرة على الفرز واختيار أفضل العناصر، مع توفير التجهيز والدعم الكافي، للإعداد الملائم لتحقيق البطولات، بالإضافة للتخطيط العلمي السليم لفترات طويلة، لتحقيق الهدف، وحاليًا لدينا خامات ممتازة ومبشرة من اللاعبين، القادرين على تحقيق بطولة قارية، وهذا لن يتأتى إلا من خلال تجميعهم سويًا، ووضعهم في خطه وبرنامج إعداد، يخوضون خلاله ما لا يقل عن 50 مباراة دولية مع منتخبات مصنفة عالميًا.
– متى تحرز السلة المصرية ميدالية عالمية؟
مصر كانت بالفعل تمتلك جيلًين من الشباب، لو لقيا العناية والإعداد والتجهيز الكافي، لاستطاع أي منهما تحقيق هذا الإنجاز، كان آخرهم المجموعة، التي شاركت بكأس العالم للشباب تحت 19 سنة، والتي نظمتها مصر عام 2017، وفازت بها كندا بعد تغلبها في المباراة النهائية على ايطاليا، و مستواهم كان يؤهلهم للوصول لدور الأربعة على الأقل، ومن قبله جيل أحمد السلعاوي وأنس أسامه، ولكن للأسف لم نستفد بقدرات هؤلاء الشباب.
– هل هناك كوادر فنية وطنية قادرة على قيادة منتخب السلة حاليًا لتحقيق المأمول؟
بالطبع، وكما قلت سابقًا مصر تذخر بالعديد من الكوادر التي جرى تهميشها، لصالح البديل “المستورد”، وهناك أربعة أو خمسة أسماء مصرية، على درجه عالية من الكفاءة العلمية، قادره على قيادة المنتخب الوطني، لتحقيق طموحات الجماهير، ولكن بعد توفير الإمكانات والبيئة الملائمة للنجاح والإبداع، كما ذكرت سابقا